لم يصمد التحسن الذي حققته الليرة أمام الدولار عقب تشكيل الحكومة طويلاً، إذ ما لبث سعر صرف الليرة أن واصل إنهياره معاوداً تسجيل مستويات قياسية فاجأت بعض اللبنانيين الذين كانوا يعولون بشكل كبير على تشكيل الحكومة ودورها في تخفيض سعر صرف الدولار مقابل الليرة.
وفي هذا الإطار كشف الخبير الإقتصادي بلال علامة في حديث لموقعleb economy” أن التحسن الذي سجلته الليرة أمام الدولار عقب تشكيل الحكومة كان تحسناً مصطنعاً، فكل المؤشرات الإقتصادية والمالية تؤكد أن مسار سعر صرف الدولار لا يزال تصاعدياً.
ولفت علامة إلى أن ظروفاً مؤاتية، آنية وظرفية، رافقت تشكيل الحكومة والوعود الفضفاضة التي أطلقتها لجهة السير بخطط الإنقاذ وتنفيذ الإجراءات الإصلاحية، أمور دفعت سعر صرف الدولار نحو الإنخفاض.
وشدد علامة على إن “اللبنانيين يلعبون دوراً كبيراً في خلق هذا التذبذب في سعر صرف الدولار، حيث يدخلون في عمليات البيع والشراء كمضاربين ويتسببون بإنخفاض سعر الصرف نوعاً ما، ولهذا نرى أنه بمجرد انتهاء موجة تشكيل الحكومة عاد الدولار إلى وتيرته الطبيعية التي ترتكز على المؤشرات الإقتصادية والمالية والسياسات التي تطبقها الحكومة، فعاود بطبيعة الحال الإرتفاع”.
ووفقاً لعلامة، سيواصل سعر صرف الدولار مساره التصاعدي طالما لم تتخذ الدولة اجراءات حقيقية بموجب خطة محكمة لضبط الأوضاع التي تؤدي الى ارتفاعه، فالمعروف ان الحكومة هي التي تضع السياسات المالية وتطبقها من خلال اجراءات تنفذها.
وفي حين لفت علامة إلى أن “الإقتصاد اللبناني اقتصاد حر”، شدد على أنه “منذ عامين يعاني من حالة فلتان، حيث نشأ اقتصاداً موازياً إلى جانب الإقتصاد الشرعي الذي تديره الدولة”. وشدد على أن “هذا الإقتصاد الموازي لا يقل حجماً عن الإقتصاد الشرعي، إذ تحولت السوق السوداء إلى شبه سوق رسمية يعتمد سعر صرف الدولار فيها في مختلف المعاملات بين اللبنانيين. في حين أن سعر الصرف الرسمي وأسعار الصرف المحددة في التعاميم المتعددة التي أصدرها مصرف لبنان إضافة إلى المنصات الرسمية تبقى مقتصرة على الدولة، في حين أن السوق الموازية كانت بمثابة سوق حقيقية يتجاوب معا الناس كما تتجاوب معها أسس السوق من عرض وطلب وغيرها”.
وإذ ذكر علامة بأن الإقتصاد اللبناني اقتصاد مدولر بأكثر من 80 % حيث كل السلع الاستهلاكية مستوردة وتحتاج الى عملة أجنبية، إعتبر أن هذا الأمر سيجعل سعر صرف الدولار في وتيرة تصاعدية دائمة بإنتظار اجراءات اقتصادية ومالية.
وكشف علامة بأنه في حل ضبطت هذه الأمور قد يستقر سعر صرف الدولار وآنذاك نستطيع تطبيق سياسات تؤدي الى تخفيضه، لكن في حال بقيت الأمور على ما هي عليه، فإن مسار الدولار تصاعدي، وسيكون دون سقف.
المصدر leb economy