المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، وليس بالضرورة عن رأي موقع “السياسة”
كتبت ماريان طوق في “السياسة”:
حين تتزعزع هياكل الدولة ويستشري الفساد ويصبح الحكم أعوجًا، يضحى حبل الخلاص مربوطًا بولادة جبهة معارضة قويّة تتغلب على “حكم الأقوى”.
شائع استعمال كلمة “المعارضة” في لبنان، بلد الانقسامات والتحالفات والجبهات، ولكن كم من “معارضة” نجحت في إحداث أي خرق؟
مؤخرًا، برزت جبهة معارضة تحت شعار “إنقاذ الوطن” من البيت المركزي لحزب “الوطنيين الأحرار”. وتتألف هذه الجبهة من قوى سياسية معارضة كـ “حزب القوات اللبنانية” و”لقاء سيدة الجبل” و”حرّاس الأرز” وشخصيات سياسية مستقلة بمباركة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
في الظاهر قد يبدو أنّ هذه الجبهة، ضمنت أهمّ العوامل المؤسسة لأي معارضة. ولكن هل فعلًا ستكون قادرة على تحيقيق هدفها؟
“السياسة” دخلت كواليس اللّقاء الذي عُقد في البيت المركزي لـ “حزب الوطنيين الأحرار”، وأكّد أحد أبرز المشاركين في هذا الاجتماع أنّ خارطة طريق وُضعت وشُكّلت أمانة سرّ من قبل المستمعين لتوسيع نطاق العمل وإدخال المغتربين وتحديد كلّ الخطوات اللّازمة الواجب اتخاذها في هذا الاتجاه.
وكشف أنّ أجواءً وديةً طغت على اللقاء الذي سيُوسّع لاحقًا ليشمل جهات أخرى، لافتًا إلى أنّ “هذه الدعوة وجهها حزب الأحرار بناءً على رغبة بكركي حتّى أنّ الرئيس كميل دوري شمعون اتّصل بـ “التيار الوطني الحرّ” ودعاه للمشاركة تحت سقف هذا اللقاء لكنّه رفض، فيبدو أنّ سياسة التيار لا تتلاءم مع منطق الجبهة التي يؤسسها “الأحرار”.
وأشار المصدر إلى أنّ مجموعات عدّة من المجتمع المدني لبّت دعوة الأحرار بخاصة المجموعات السيادية، مؤكّدًا أنّه عندما تكتمل المشهدية للجبهة وتوجد لجانها وتصبح المعطيات واضحة أوّل زياراتها ستكون لبكركي.
الأجواء الودية خرقتها “زكزكات”.
وبحسب المصدر، فإن ممثل “حراس الأرز” قال خلال الاجتماع إنّ رئيس حزب القوّات اللّبنانية، سمير جعجع دهم في الحرب مركز “حرّاس الأرز”، فاعترض “الأحرار” على اعتبار أنّه ليس الوقت المناسب لهذا الحديث وطُلب الاعتذار لـ “القوّات”. وبعدما نُقل الكلام إلى شخص آخر، قاطع الوزير السابق ملحم رياشي بالقول “هيدا الكلام ما بيقطع” مضيفًا “هذا الكلام يعالج على إثر مصارحة بيننا وبينكم ونحن أكيدون أنّ بعد المصارحة ستعتذرون”.
“القوّات اللبنانية” في خط المعارضة الأول!
منذ فترة أخذت “القوات اللّبنانية” على عاتقها دور المعارضة من داخل وخارج مجلس النوّاب ولعلّ ذلك كان السبب الأبرز الذي منع نوّابها من الاستقالة، على حدّ قولهم.
رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية”، شارل جبور، أكّد في حديثه لـ “السياسة” “أنّه لا يمكن مواجهة الأمر الواقع القائم في لبنان من دون وجود وحدة صف ووحدة موقف وبالتالي الانطلاقة كانت من مبدأ أنّ في حال استمر الواقع الراهن على قاعدة أنّ كلّ فريق سياسي يواجه من المربع الذي يتواجد فيه سيبقى الرابح الأكبر “حزب الله” والمنظومة التابعة له”.
وأضاف “لذلك من أجل تحسين شروط المواجهة يجب الذهاب إلى جبهة سياسية قادرة على تحصين هذه الشروط”.
وشرح “إذا أخذنا ما حصل في كل مراحل التجربة اللبنانية أيّ عندما كان هناك حركة وطنية في لبنان وُجدت جبهة وطنية. واتفاق قرنة شهوان لم يتأسس بين ليلة وضحاها بل استلزم وقتًا واجتماعات ولقاءات إلى أن صدر البيان في أيلول عن مجلس المطارنة الموارنة”، مضيفًا “من ثمّ عُقدت لقاءات كثيرة حتى تأسس لقاء قرنة شهوان في ربيع العام ٢٠٠١، ولولا هذا اللقاء الذي مدّ اليد للقاءات وطنية مع الحزب التقدمي الاشتراكي بداية ووصولًا إلى تيار المستقبل لما نجحت المواجهة والتمهيد لإخراج الجيش السوري من لبنان”.
مشيرًا إلى أنّ ” هذه الجبهة ضرورية من أجل ميزان قوى جدي وحقيقي لمواجهة سياسة الأمر الواقع الممارسة من قبل “حزب الله”.
وعن رفض “التيار الوطني الحر” المشاركة في هذا الاجتماع، قال جبور “التيّار هو حليف “حزب الله” وعندما كان هناك محاولة لدعوته كانت هذه الدعوة مشروطة بأن يفك ارتباطه بـ “الحزب” “واليوم المشكلة الأساسية هي أنّ “الحزب” يخطف الدولة في لبنان ويأسر اللّبنانيين ويستبيح السيادة الوطنية ويحوّل لبنان من وطن إلى ساحة”.
وكشف جبور عن أنّ “القوات اللّبنانية قالت في الاجتماع إنّها كانت تستطيع أن تبقى كحالة مستقلة في الوضع الذي هي فيه، فالقوات لديها حضورها الكبير محليًا وفي بلاد الانتشار بالإضافة إلى التمثيل الواسع، ولكن لا يمكنها على الرغم من حجمها الكبير أن تحقق منفردة ما يمكن تحقيقه من خلال الجبهة”، موضحًا “لذلك “القوات” حريصة على توحيد الصفوف وعلى وحدة الموقف وعندما دُعيت من قبل حزب “الوطنيين الأحرار”، رحّب الدكتور جعجع كثيرًا بهذه الدعوة وأعطى تعليماته بضرورة المشاركة في هذا اللقاء وفي هذه الجبهة”.
مفاجئ كان رفض رئيس حزب “الكتائب اللبنانية”، النائب المستقيل سامي الجميل الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء. على اعتبار أنّ الجميل كان قد شدد مرارًا وتكرارًا على حمل شعلة المواجهة.
وفي هذا السياق، قال جبور إنّ “لكل فريق سياسي اعتباراته وحساباته وفي النهاية الرأي العام اللّبناني هو الذي يحاسب”، مضيفًا ” يعتقد الجميّل بأنّه قادر على مواجهة منظومة السلاح القائمة في لبنان مُنفردًا، فليُظهر للبنانين مدى قدراته واستعداده لمواجهة هذا السلاح”.
وشدّد على “أننا كقوات نعتقد أنّه لا يمكن مواجهة هذه المنظومة إلّا من خلال جبهة متراصة تتفق على وحدة مبادئ وقيم مشتركة وأساسيات وطنية، إذا كان الجميّل يعتقد أنه يستطيع تحقيق ما يجب تحقيقه سنكون من المشجعين وسنصفق له”.
وختم جبور “يبدو أنّ الرئيس سامي الجميل وعلى غرار “التيار الوطني الحر” يريد أن يبقى خارج هذه الجبهة”.