طرح اللبنانيون اليوم السؤال التالي: لماذا يرتفع سعر الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية ومن يتلاعب بالسوق السوداء في ظل أجواء إيجابية بدأت بتشكيل الحكومة واستمرت بلقاءات وزيارات تُعطي القليل من الأمل للشعب اللبناني الذي لم يعد يفكّر سوى بـ”قوته اليومي” كأقصى طموحاته؟!
الجواب يُختصر بسؤال أيضاً: من قال أن الأجواء إيجابية؟
الحكومة الميقاتية أوحت للبنانيين بأنها حكومة الخلاص من “جهنّم” الذي نعيش به وأن إيجابيتها ستنعكس حتماً على الواقع اللبناني بأكمله، ولكن لا تزال هذه الإيجابية “مُقنّعة”.
إذ إن الحكومة نالت ثقة مجلس النواب، لكنها لم تنل ثقة الشعب. هذه الحكومة جاءت “مُفلسة” وتنتظر المساعدة التي لن تحصل عليها إلا عبر استرجاع الثقة الدولية والتي نُسفت بنسف القاضي بيطار من التحقيق في انفجار مرفأ بيروت ونسفِ القضاء العادل والمستقل. وفي ظل غياب “الثقتين”، كيف تكون الأجواب إيجابية.
عجاقة: يجب ضرب السوق السوداء
دولار السوق السوداء هو دولار يعكس عوامل عدة على رأسها الواقع السياسي والاقتصادي ومخاوف اللبنانيين.
ويشرح البروفيسور جاسم عجاقة بأن ارتفاع الدولار ينتج عن عاملين، الأول سياسي، من خلال ملفات عدة تشكل تحدياً لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومن يتلاعب بالسوق السوداء يدرك تماماً عناوين هذه الملفات، والثاني اقتصادي، يكمن بعدم حل مشكلة تمويل الاستيراد في المرحلة المقبلة وتأمين العملة الأجنبية.
وعلى الصعيد الاقتصادي أيضاً، اعتبر عجاقة أن مجلس الوزراء لم يناقش بعد ملف السوق السوداء، ما يعني أن كافة قطاعات البلد تتأرجح كل يوم بأسعار وتعرفات جديدة ولا تجد بارقة في الاستقرار.
وأضاف أنه في حال لم تتخذ حكومة ميقاتي القرار بمحاربة ونسف السوق السوداء لن يكون هناك استقرار اجتماعي ولن يشهد الدولار استقراراً أمام العملة المحلية، مختصراً هذا التخبّط لليرة اللبنانية أمام الدولار بانعكاس أجندات سياسية وتعقيدات لا يمكن أن تُحلّ كالسّحر.