بعيدا عن موقف المملكة العربية السعودية الذي لا يزال ضبابيا من الحكومة الجديدة، او ربما من الساحة اللبنانية عموما، يبدو ان تكتلا عربيا يتأسس بهدف دعم لبنان، ليس على المستوى المالي فقط، انما ايضا على المستوى السياسي.
تحاول دول عربية عدة الدخول الى الساحة اللبنانية من اجل تأمين الحد الادنى من الاستقرار الامني والسياسي فيه، على اعتبار ان الفوضى والانهيار قد يؤثران بشكل عملي وجدي وسريع على الامن العربي عموما، وهذا ما لا يرغب به احد.
قبل اسابيع بدأ الاردن مساع جدية مع الاميركيين من اجل تخفيف الضغوط على لبنان، او الاصح العمل على اقناعهم بأن مقاربتهم واستراتيجيتهم تجاه لبنان قد تؤدي الى اضرار جانبية جدية في المنطقة، لذلك كان الحديث عن نقل الكهرباء من الاردن سابقا لاعلان السفيرة الاميركية عنه.
في المقابل تبدو مصر مهتمة، بما لا يقل عن اهتمام الاردن، وربما اكثر، اذ من الواضح ان الفراغ السعودي يجعل القاهرة قلقة من النفوذ التركي على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط ، ولذلك فهي تسعى لان تكون جزءا من عملية الانقاذ في لبنان.
تحقق مصر امرين من هذه الخطوة، الاول تعطيل قابلية الساحة اللبنانية لتمدد النفوذ التركي، اذ ان الانهيار يفتح البلاد امام دول عدة ترغب بالاستثمار السياسي او الشعبي فيه، اما الامر الثاني فانها تكرس نفوذا سياسيا في لبنان سيمكنها من ملء جزء من الفراغ السعودي.
حتى دول الخليج، باستثناء السعودية ، وبحسب ما تنقل اوساط ديبلوماسية، هناك قناعة جدية بضرورة لعب دور ما في لبنان، اولا للمشاركة بعملية الانقاذ ، وثانيا لان الكباش الاقليمي يأخذ منحى تصالحيا وليس تصادميا ما يهيء الظروف امام استعادة دول الخليج دورها في لبنان.
اما السعودية التي لم تعط موقفا سلبيا بعد من التطورات اللبنانية، فهي لا تزال مترددة في الاقدام السياسي في لبنان، ولديها اعتبارات واقعية تفرض عليها التقليل من مرونتها بإنتظار بعض التحولات او التطورات في الاقليم، ليبنى على الشيء مقتضاه.
المصدر : لبنان24