اعاد الحراك الشعبي خلط الاوراق وما ساعد في ذلك ايضا الانهيار الاقتصادي والنقدي الذي سيطر على البلاد وجعل المستقبل السياسي للبنان وللقوى السياسية فيه مجهولا وضبابيا، فانكفأ الطامحون للرئاسة معلنين هدنة جدية في معركة الرئاسة.
لم يتم حتى اللحظة تثبيت اي من التوازنات الاقليمية ولا تكريس اي من موازين القوى التي يمكن ان تؤثر على حظوظ هذا المرشح او ذاك، كذلك فإن الواقع الداخلي اللبناني يوحي بمتغيرات كبيرة على المستوى النيابي والشعبي والسياسي ما يعني ان ما يصح اليوم قد لا يصح غدا.
لا يستطيع اي طامح للوصول الى بعبدا بدء خوض معركته او عقد تحالفاته من الآن، فلا هو يضمن حجمه ولا يضمن حجم حلفائه المفترضين، وعليه فإن العوامل الداخلية او الخارجية التي تحدد نتيجة ومصير معركة رئاسة الجمهورية لم تستقر بعد ولا يمكن البناء عليها ايضا…
المحطة الاولى والممر الالزامي لبدء التنافس الرئاسي هي الانتخابات النيابية، حيث ينتظر كثر نتائجها، ففي حين تختلف وجهات النظر حيال الحظوظ الرئاسية لشخصية مثل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يتفق الجميع على ان حفاظه على قوته نيابيا وشعبيا سيعيد احياء حظوظه، في حين ان خسارته الانتخابات سيعني انه بات خارج السباق الرئاسي.
الانتخابات ستؤثر ايضا على وضعية رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ، ان بطريقة مباشرة او من خلال تأثيرها على باسيل.
أضف الى ذلك، ان التوازنات التي ستخرج بها الانتخابات والاكثرية النيابية وماهيتها سيكون لها دور اساسي في اطار الصراع الحاصل بين الولايات المتحدة الاميركية و” حزب الله” .
وعليه فان الانتخابات، ستحدد فعليا يد مَنْ ستكون الطولى في المعركة الرئاسية.