لحظة انفجار مرفأ بيروت كانت لحظة عصيبة للغاية، خصوصاً على من كان موجوداً بالقرب من المرفأ. ولكوني كنت شاهدًا على الجريمة التي ارتكبت، وعايشت تفاصيلها، أذكر تمامًا اللحظات والثواني التي مرّت، وبدقة شديدة.
اليوم، وبينما كنت أتصفّح المواقع الإلكترونية والإخبارية، صادفت خبرًا غريبًا وصادمًا للغاية. رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال زيارته فرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، يقدّم له هدية!
ليس مفهوم الهدية هو المستغرب، بل المستغرب مضمونها، إذ إنّ الرئيس ميقاتي لم يجد من بين كلّ هدايا العالم إلا أن يستغلّ لحظة أليمة بالنسبة إلى اللبنانيين، لحظةً تذكّرهم بأوجاعهم وأحبابهم الذين فقدوهم، فيعمد إلى تقديم هدية، مكوّناتها كانت سببًا في مقتل وجرح اللبنانيين.
وقع الانفجار…السبب أطنان من نتيرات الأمونيوم التي انفجرت، إلا أنّ النتيرات وحدها لم تقتل اللبنانيين وتجرحهم، بل الذي قتلهم عامل آخر، إذ أدّى الانفجار إلى تطاير الملايين من حبيبات زجاج المباني، التي ساهمت في تشويه اللبنانيين وإفقادهم أرواحهم، ليأتي الرئيس ميقاتي اليوم، ويقدّم إبريقًا مصنوعًا من الزجاج الذي تناثر جراء انفجار مرفأ بيروت هدية للرئيس الفرنسي!
وهنا، لا بدّ لي أن أسأل سؤالًا.. ولا نعلم إن كان جرى غسل وتنظيف الزجاج من دماء اللبنانيين أم أنّ دماءهم بقيت عليه!