مع إنقطاع الكهرباء والتّقنين القاسي في تغذية المولّدات في مختلف المناطق خصوصاً في ساعات ما بعد منتصف اللّيل، يعيش اللبنانيّون في قلقٍ مُبرّر على بيوتهم وممتلكاتهم وحياتهم، فالظلام الدّامس بات ملعب السّارقين الذين يجولون بين بلدة وأخرى بحثاً عن كلّ ما يُمكن أن يُشكّل صيداً ثميناً لهم.
إزدادت عمليّات السّرقة في الاشهر الاخيرة الماضية بشكل كبير مع اشتداد الخناق الاقتصادي والاجتماعي ما زاد في نسبة الفقراء والعاطلين عن العمل من جنسيّات مُختلفة. وأمام هذا الواقع الجديد بات كلُّ شيء في لبنان مباحاً أمام السّارقين الذين أطالوا لوائح المسروقات لتشمُل كلّ ما يُمكن أن يستعمل أو يباع ولو مقابل القليل من المال، من قطع سيّارات، الى أغراض منزليّة وأدواتٍ كهربائيّة وأثاث وسجّاد وحتّى ملبوسات وأغراضٍ شخصيّة، أَضِف الى ذلك سرقة عبوات الغاز والمازوت والمياه من الخزّانات، فضلاً عن البنزين من السيّارات، والريغارات الحديديّة عن الطرقات والاسلاك النحاسيّة لشبكات توزيع الكهرباء ما أدى الى حرمان العديد من المناطق من ساعات التيار القليلة.
أمّا الوقت المُفضّل للسّارقين في الاونة الاخيرة فهو في ساعات ما بعد منتصف الليل حيث لا كهرباء على الاطلاق، إذ تُسجّل في هذه الاوقات غالبيّة عمليات السّرقة بسبب غياب الانارة عن الطرقات والمنازل، وترك مواطنين أبواب شرفاتهم ونوافذهم مفتوحة بسبب الحرّ، وتوقّف كاميرات المُراقبة الخاصة والعامة عن العمل، ما يُعطي راحة للسّارقين للقيام بجرائمهم من دون أيّ خوف من تعقّبهم لاحقاً، والاسوأ هو أنّ أزمة المحروقات قد أثّرت أيضاً على عمل عناصر القوى الامنية في المخافر الذين خفّفوا من دورياتهم في المناطق خصوصاً في الليل بسبب الشحّ في مادّة البنزين.
ومن الحوادث المُتكرّرة التي باتت تُسجّل ليلاً أيضاً، إصطدام سارقين على درجات نارية عمداً بسيارات مارّة لاجبارها على التوقف بغية سرقة وسلب من في داخلها والفرار الى مناطق أخرى، وأمام ما يحصل لا بدّ من ضرورة التنبّه لهذا النوع من الحوادث وعدم الوقوع في فخّ مُمثّلين مُجرمين باتوا يستخدمون مختلف الوسائل لتنفيذ سرقاتهم من دون أيّ رادع!
إنتبهوا جيّداً، فأزمة الكهرباء والمحروقات باتت تؤثر أيضاً على أمنِنا وحياتنا، وحصّنوا منازلكم وسيّاراتكم جيّداً خصوصاً في ساعات الليل والظّلام، لانّ السارقين يسرحون ويمرحون ويستفيدون من إنقطاع الكهرباء والمحروقات بعدما سَرَقَها هي أيضاًسارقون أكثر إحترافاً ومهارة!