ذنبها الوحيد أنها شابة تعيش في بلد أصبح كل شيء فيه مباحا، حتى اطلاق النار. وكأن ويلاتنا لا تكفي، فيأتي السلاح المتفلت ليقضي على ما تبقى لنا.
تاتيانا واكيم، شابة عشرينية، خرجت بالأمس من منزلها لتناول الغداء مع خطيبها كأي انسان عادي، الا ان رحلتها انتهت بعد الغداء، فرحلت ضحية اشكال واطلاق نار.
وفي التفاصيل المتداول بها، والتي تبين أنها غير دقيقة، وقع اشكال كبير داخل مطعم الشير في بطحا – كسروان، وبعد أن بدأ التضارب والصراخ بين المتخالفين قام شاب باطلاق النار في محاولة منه لفض الاشكال.
الشاب اطلق رصاصتين ظنا منه انه يطلقهما في الهواء، الا ان احدى الرصاصات أصابت تاتيانا ابنة الـ23 عاما، خرقت قلبها الشاب النابض بالحياة وأردتها قتيلة
الا ان جارة تاتيانا، السيدة ريموند قاضي مدوّر، كشفت في حديث لموقع vdlnews التفاصيل الحقيقية لما حصل، وقالت: ” تاتي جارتي، ربينا وكبرنا معا، وكل ما يشاع عن الاشكال ليس صحيحا”.
وتابعت: “مطلق النار كان متواجدا في المطعم المذكور، وقام أحد الأشخاص في المكان “بتلطيش” زوجته، ما أزعجه ودفع به لاطلاق النار من كل ميل وصوب، فأصاب تاتيانا التي فارقت الحياة فورا”.
وأوضحت مدور أن “تاتي كانت تتناول الطعام بسلام، وخلال جلوسها أصابتها الرصاصة في الشريان الأساسي في قلبها، هي الجميلة والوحيدة على شابين، والدتها طريحة الفراش ومريضة… تاتي كانت الحياة والفرحة، كانت عروستنا المنتظرة، كانت تعيش في قمة السعادة لأنها بدأت بالعمل بوظيفة جديدة، لكنها اليوم رحلت!”.
وبدموعها وألمها استنكرت مدور ما حصل قائلة: “خلصنا بقا من قصة السلاح نحنا حقنا مش رصاصة!”.
وكتبت مدور على فيسبوك: “كيف بدي بلش الحكي و انا حزني كتير كبير على صديقة و اخت ووحيدة اهلها كان كل همها امها وبيا وأخواتها يكونوا مبسوطين؟ كيف بدي احكي و انا شايفا خطيبا بيطلع بإيدو اللي لملم خطيبتو فيا عالارض و كلا دم؟ كيف بدي بدي واسي اهل وجيران باب عالباب و صديقة كانو هيديك الجمعة عم يواسونا، ويلي وجعنا ويلي وجع اهلا. كيف بدي احكي وأخواتها عم يشموا ريحة مخدتا لتاتيانا ودموعن ما عم تهدا؟ كيف بدي احكي وامها ما قادرة تعبر عن حزنا لان هيي ما بتقدر تحكي ولا تشكي .
رصاصة واحدة عبرت قلب تاتيانا ابنة الـ ٢٣ سنة من دون وجع ولا قدرت تعبر اذا نوجعت او لاء غمضت عيونا وودعتنا كلا . بسبب السلاح المتفلت وبسبب مين عندو واسطة بهالبلد وبسبب انو مرتو تلطشت حمل السلاح بقلب المطعم و قوص واخد منا بنت طاهرة، بريئة. هلق صارت عروسة السما وعروسة قلوبنا كلنا. سلميلنا عا سيمون انتي منك لحالك فوق خلو عيونكن علينا كلنا و صلولنا رح يجي يوم ونلتقا فيكن “.
موقع vdlnews تواصل مع احدى صديقات تاتيانا التي تحدثت بحرقة شديدة عن صديقتها العزيزة، وقالت: “كانت مخطوبة لشاب تعشقه جدا وكانت تحضر لزواجها، هي الشابة التي لم تفارق الابتسامة وجهها يوما. تاتيانا كانت محبوبة من الجميع تحمل السعادة معها أينما حلت، صاحبة أحن وأطيب قلب في العالم. وهكذا وبلحظة رحلت”.
تاتيانا ستوارى الثرى يوم غد الثلاثاء، هي التي رحلت بأسخف وأبشع طريقة، هي التي صودف وجودها في مكان مع وحش قرر أن يطلق النار فقط لأنه يستطيع! والى ان يأتي يوم وتبصر فيه العدالة النور… لا يبقى لنا الا ان نقول: المسيح قام!.
ليلى عقيقي