كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
سؤال واحد يتردّد على ألسنة الجميع هل سيتراجع سعر صرف الدولار قريباً أم أنه سيستمر بالارتفاع؟ سؤال لا يلقى أجوبة حاسمة، وإنّ كانت كافة المؤشرات تؤكد عُمق الأزمة وانعدام الحلول. وتالياً، انفلات سعر صرف الدولار وارتفاع التضخم.
هؤلاء الذين يرصدون تغيّر سعر صرف الدولار يومياً ليسوا بتجار ولا صرّافين. هم موظفون يتقاضون رواتب محدودة بالليرة اللبنانية، أفقدها انهيار سعر الصرف قيمتها. فلم يعد بمقدورهم تأمين معيشتهم اليومية، على الرغم من تقليص حجم ونوعية استهلاكهم.
انطلاقاً من هنا، هل أصبح مشروع الاستجابة للأسر الأكثر فقراً في لبنان باباً لفقر جديد؟
انّ موظفو البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً في وزارة الشؤون الاجتماعية لا ضمان اجتماعي لهم ولا حوافز، والوزارة غائبة عن احتياجاتهم.
مادياً، لقد ضاق صدر الوزارة بمعاشات لا تتخطى 900 ألف ليرة، ولا تزال استمارات المسح المسعرة بقيمة 8 دولارات حسب صرف الدولار القديم أي 12 ألف ليرة، ومنهم حملة دكتوراه، فكيف تسوغ الوزارة خطوتها بترشيد الإنفاق؟ العجيب أن كل موازنة رواتب 500 عامل اجتماعي لا تتجاوز 6
مليارات ليرة.
السؤال البديهي، لماذا لا تخصص موازنة لأهم برنامج في وزارة الشؤون الإجتماعية؟ ولماذا دائماً عند تجديد عقود العمل تلجأ الوزارة الى الاستغناء عن الموظفين بدل ان تعمل على تخصيص الموازنة اللازمة لهم؟ وإذا كانت الدولة عاجزة عن توفير المبلغ المطلوب لإعطائهم أتعابهم المحقة، لماذا لا تخصص لهم مبالغ خاصة من القروض والهبات التي تحصل عليهما الوزارة بإسم برنامج الأكثر فقراً
كتكاليف تشغيلية لهم؟
وتسأل غادة في حديثها الى موقع “سكوبات عالمية”، هي عاملة في البرنامج لماذا التأخير الدائم في دفع رواتبنا على رغم قيمتها الزهيدة جداً، والتي لم تعد توفر مصروف البنزين والخبز شهريا، فمنذ 3 اشهر لم نقبضها، أتريدون أن نشحد في الشوارع؟ في وقت تعمل الدولة على دفع مساعدة لموظفي الدولة!؟
وتختم، لماذا لم يفرض على وزارة الشؤون دفع الرواتب الشهرية والمستحقات القديمة لنا؟.
شادي هيلانة