كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”
لم يعد المنطق اللبناني في التعاطي مع سوريا يجدي نفعاً، فمن يقصد العاصمة السورية في هذه الايام يلمس انّ التنسيق يجب انّ يكون فوق الطاولة وليس تحتها.
ولا يخفِ زوار دمشق وجود أكثر من عتب سوري على فريق التيار الوطني الحر والحلفاء واستطراداً على من كان خطابهم بالنسبة للسوريين مؤذياً.
وعلى رغم من كلام رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل الانفتاحي، والغمز بقنوات ضرورة تصحيح الخلل الذي اصاب البلدين، واعادة العلاقات الى مجراها الطبيعي، انطلاقاً من البعد الحيوي المتمثل ببوابة دمشق، وما تشكله من “رئة” يتنفس بها البلد، غير أنّ لبنان الرسمي لم يخطُ حتى الآن خطوة جريئة باتجاه سوريا لا سيما من خلال البيان الوزاري لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي الجديدة، فالعلاقة محكومة بالخجل من بعض الحلفاء أو بِرِهان أخصام سوريا وإذا كان ملف العلاقات بين البلدين يشتمل على بنود حياتية ومصيرية كثيرة، فإن الداهم اليوم يتعلق بملف النازحين السوريين، والذي لم يعد يقف عند حدود لبنان.
انطلاقاً مما تقدّم، فإنّ مسار الحياة سوف يفرض على الجميع الدخول في عملية تطبيع ولو تدريجية مع الحكومة السورية.
والسؤال هنا، هل لبنان وسوريا يختبران منعطفاً جديداً لعلاقتهما من بوابة الغاز المصري والوقود الإيراني؟ بعد ما كانت قد انقطعت رسمياً بقرار أميركي ودفع خليجي، ويذكر هنا أنّ سوريا معنية بالغاز والمعارك الإقليمية حوله وتتطلع لترسيم الحدود البرية مع لبنان.
لكن بإعتقاد المراقبين، انّ المنطقة تعيد تشكيل خريطتها الجيوسياسية، بمشهد قاتم، تغلب عليه المصالح والحسابات السياسية، بدل استجلاب حلول إنقاذية لشعبي لبنان وسوريا، بعد أنّ فقدا قدرتهما على تحمل تداعيات الحرب والحصار والانهيار.
خليجياً، المطلوب سعودياً من سوريا في لبنان، هو الحدّ من النفوذ الإيراني المتمثل بـ”حزب الله” باعتبار أنها الأقدر على تحقيق ذلك.
ولكن إذا كانت معادلة “سين – سين” (السعودية وسوريا) ستعيد تثبيت ركائز اللعبة السياسية في لبنان من تنسيق عسكري يمنع الإهتزازات الأمنية وتقاسم نفوذ سياسي يؤمن استقراراً في الحكم، فان السؤال: هل ستولِّد هذه المعادلة مرة أخرى استعادة تجارب الماضي وتجديد تحالفهما بإعادة رسم مشهدية الحكم بعهدٍ رئاسي شارف على نهايته يتمثل ب”ميشال عون – نجيب ميقاتي” نتيجة صداقات سين – سين الأم سوريا – السعودية؟