تكشف مصادر سياسية رفيعة، لوكالة “اخبار اليوم”، انّ الرئيس ميقاتي يدرس كل الخطوات بحذر شديد، ويرفض اتخاذ ايّ قرار “تفجيري” في محاولةٍ تُجنبهُ رفع الدعم قبل إيجاد بديلاً للمواطنين.
كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
اتى الرئيس نجيب ميقاتي وفق “صفقة” على حصان الخلاص الأبيض، ليمنح اللبنانيين بعض المسكّنات وسط هذا الانهيار الحر والخطير، ويوزّع عليهم بطاقات تمويلية لن تكفي لشراء الخبز، وذلك على وقع تجدد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي الذي يطالب في برنامجه لإنقاذ لبنان، برفع الدعم والاصلاحات، إضافة إلى أمور أخرى.
وكان ميقاتي قد قال صراحة إنه لن يتولى مهمّة رفع الدعم وكانت هذه النقطة ضمن مسائل أخرى أعاقت التأليف. إلا أن السيناريو اللبناني يلزمه بشرط رفع الدعم، وتستعصي عليه الإصلاحات، التي تعني بطبيعة الحال سجن الفاسدين ومعاقبة المجرمين.
كما كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عدم قدرته على الاستمرار بتوفير الدعم، بعدما صُرف أكثر من 800 مليون دولار على دعم المحروقات – وكلها تبخرت- تمهيداً لخطوة التوقف عن الدعم. وبنتيجة الاتصالات معه، كان يؤكد سلامة حاجته إلى إقرار قانون في مجلس النواب لتغطية الصرف من الاحتياطي الإلزامي، كي لا تتم محاكمته لاحقاً.
في هذا الوقت، وبعد تشكيل الحكومة المنظرة، فالأعيُن كلها متجهة صوب “الانتحاري” الذي سيحمل على عاتقه قرار رفع الدعم.
وهنا تكشف مصادر سياسية رفيعة، لوكالة “اخبار اليوم”، انّ الرئيس ميقاتي يدرس كل الخطوات بحذر شديد، ويرفض اتخاذ ايّ قرار “تفجيري” في محاولةٍ تُجنبهُ رفع الدعم قبل إيجاد بديلاً للمواطنين.
وإذا صح ذلك، فإنّ رفع الدعم سيكون أوّل الملفات على طاولة الحكومة الجديدة، وما بات معلوماً أنّ رئيسها بدأ بالفعل اجتماعات مع عدد من الوزراء لمناقشة ملفات أساسية تواجه الحكومة، ومنها على سبيل المثال، ملف البطاقة التمويلية، الذي يفترض الإسراع في وضعه موضع التنفيذ.
وهنا يرى المراقبون، انه بعدما كان رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يفاوض مع أي شخص يريد تشكيل الحكومة على ضرورة الإطاحة بسلامة – يبقى السؤال اليوم هل تم الـ ” deal” بينه وبين الحاكم بنجاح ؟
ويأتي كل ذلك على وقع ازمة بنزين مستفحلة بعد توقف المحطات عن التعبئة بسبب نفاذ الكميات عند غالبيتها، وعلى الرغم من ان مصرف لبنان سيعطي موافقات مسبقة لجميع الشركات المستوردة للنفط وعددها ٧ لإستيراد ٧ بواخر بنزين ومازوت- كما تردد- فان السوق السوداء ستبقى متربعة على عرش توفير هذه المادة الحيوية وسط غياب أي رقابة من الجهات المعنية.
عملياً، انتهى مسلسل تأليف الحكومة الطويل، اخذت الصورة التذكارية التقليدية على درج قصر بعبدا، واتى فصل نيلها الثقة، وعملية التسلم والتسليم بين الوزراء، في وقت لا تزال مسألة الكهرباء والمحروقات مصدراً لمعاناة يومية، في انتظار أُولى بواخر الفيول المستبدلة مع العراق، التي ستصل هذا الأسبوع.
المصدر: وكالة أخبار اليوم