مرت خلفك شهور من الوباء والحجر الصحي كانت قاسية لمعظمنا، والآن موسم العودة إلى المدرسة وما يحمله من مسؤوليات، كذلك تحصلين على نصيبك اليومي من التوتر وغيرها من الأشياء التي تضرُّ بصحتنا النفسية وتجعلنا في حالة من التوتر والعصبية. وللحفاظ على هدوئك، هل فكرت في الضحك؟ إنه خيار جيد؛ لأنَّ العديد من الدراسات يُظهر أن شريحة جيدة من المرح لها آثار إيجابية حقيقية على العقل والجسم أيضاً.
اكتشفي فوائد الضحك المثبتة علمياً بحسب “توب سانتيه”:
في نفس الوقت ضد الإجهاد، الاسترخاء، حماية القلب والأوعية الدموية، مفيد للمناعة والوظيفة الرئوية، مزود بالرفاهية والسرور… ولكن ما هو هذا الدواء المعجزة؟ ضحك بكل بساطة. “الضحك هو تمرين عضلي كامل للغاية يستخدم معظم عضلاتنا، بدءاً من عضلات الوجه إلى عضلات الساقين، مروراً بالحجاب الحاجز (الذي يشارك في التنفس) وعضلات البطن، كما يوضح أستاذ علم الأعصاب جان كريستوف كاسيل. دفقة من الضحك، تتقلص بسرعة وبقوة شديدة. وهذا يسمح بإنفاق طاقة هائلة”.
الضحك يحسن نوعية النوم
الضحك يمنحك نوماً هانئاً وجدت دراسة كورية عام 2011 موصوفة في مجلة طب الشيخوخة والشيخوخة الدولية، أجريت على 109 أشخاص فوق 65 عاماً، أن الضحك يقلل من تواتر الأرق ويحسن نوعية النوم، بمتوسط درجة أرق تبلغ 7.6 مقابل 8، ومتوسط درجة جودة النوم 7.3 مقابل 7
الضحك ينظّم الجهاز العصبي
“يعمل الضحك أيضاً على عنصرين رئيسيين في نظامنا العصبي، والذي ينشط على التوالي، من خلال آليات غير مفهومة تماماً، خصوصاً الجهاز العصبي الودي، الذي يهدف إلى تسريع القلب وزيادة التوتر، والجهاز العصبي، الذي له تأثيرات معاكسة (إبطاء القلب وخفض ضغط الدم)”، يتابع البروفيسور كاسل. عند القيام بذلك، يؤدي الضحك إلى تقلص الشرايين ثم ارتخائها، مما يؤدي إلى تطوير مرونتها؛ وتمدد القصبات الهوائية ثم تقلصها، وبالتالي زيادة الأوكسجين؛ وزيادة معدل ضربات القلب ثم تباطؤه؛ إلخ
الضحك يحفز إفراز الدوبامين
“عندما يُثار الضحك بسبب نكتة أو تأثير مفاجئ (موقف هزلي …)، يحفز الضحك إطلاق الدوبامين، وهو جزيء في أصل الإحساس بالمتعة، والإندورفين، الذي له تأثير مهدئ ومريح وجيد، وتأثير مزيل القلق”، يشرح البروفيسور كاسل. ومن هنا يأتي تأثير الضحك المضادّ للاكتئاب. وتؤكد دراسة إيطالية نشرت عام 2019 في مجلة “Psychiatria Danubina” أنَّ “العديد من الأعمال تشهد على الفوائد المفيدة للضحك في الحدّ من المشاعر السلبية”، والتي حللت نتائج حوالي ستين عملاً حول هذا الموضوع نُشرت خلال الفترة الماضية (ثلاثة عقود). ويوضح البروفيسور كاسل أن إطلاق الإندورفين يساعد أيضاً في تقليل الألم، “فهذه الجزيئيات لها أيضاً تأثير مسكن”. أظهرت دراسة بريطانية هنا أن الضحك لمدة 15 دقيقة كافٍ لزيادة تحمل الألم بنحو 10%
الضحك يساعد على الهضم
يساعد الضحك أثناء الوجبة على تحسين عملية الهضم عن طريق تعزيز إفراز اللعاب والعصائر الهضمية وتقليب الطعام. في الوقت نفسه، يسمح قدر كبير من المرح لنظام القلب والأوعية الدموية بالتمدد والرئتين للاستفادة من ضربة تنظيف حقيقية (يتم طرد الهواء بسرعة تزيد على 100 كلم/ساعة)