التعب والإرهاق طوال الوقت، هو شكوى شائعة لدى بعض الأشخاص في كثير من الأحيان، وعادة لا يكون سببها مشكلة طبية، ولكنها مشكلة يمكن عكسها بتغيير نمط الحياة وبعض العادات.
يمكن أن يؤثر التعب سلبا على الأداء في العمل والحياة الأسرية والعلاقات الاجتماعية، ويعتبر الإرهاق مشكلة غامضة يصعب على الأطباء تشخيصها، حيث أن كثيرا من الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق لا يبلغون الطبيب بذلك.
ولكن الأطباء الذين يدركون ذلك يأخذون المشكلة على محمل الجد ويحاولون تحديد السبب الأساسي، لأن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس متعبين، وبالتالي، هناك العديد من الطرق لمعالجة هذا الوضع.
ما هو التعب؟
يُعرف الشعور بالتعب أيضا بالإرهاق أو انخفاض الطاقة أو الإرهاق البدني أو العقلي أو نقص الحافز أو الخمول، ويمكن أن تكون أسبابه نفسية وفسيولوجية وجسدية.
أشهر أعراض التعب
– انخفاض أو انعدام الطاقة.
– الإرهاق الجسدي أو العقلي.
– عدم وجود الحافز والذي يؤدي لحال الخمول الجسدي.
وهذه الحالة مغايرة تمام لما يشعر به الإنسان عند إحساسه بالنعاس رغبة في النوم بسبب عدم حصوله على وقت كاف للراحة.
أسباب الشعور بالخمول والتعب
هناك العديد من الأسباب التي تسهم في الشعور بالتعب والخمول، إما بمفردها أو مجتمعة ومنها:
– نفسية – ضغوط وقلق واكتئاب.
– جسدية – فقر الدم والسكري والحمى الغدية والسرطان.
– فسيولوجية – الحمل والرضاعة وعدم كفاية النوم وممارسة الرياضة بشكل مفرط.
ولكن عادة فإن مشكلة الشعور بالخمول أو التعب لا تندرج تحت بند مشكلة طبية، ووفقا للدراسات، فإن بعض العادات السيئة في نمط الحياة يمكن أن تزيد منها: مثل
– السهر لوقت متأخر جدا وقلة النوم.
– تناول الكثير من الكافيين.
– شرب الكثير من الكحول.
– تناول الوجبات السريعة.
– سوء التغذية.
– حالات مرضية مثل الإنفلونزا، والسمنة، والحساسية، والالتهابات، وفقر الدم، وقصور الغدة الدرقية، وأمراض القلب، والسرطان، والسكري، أمراض المناعة أو الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19).
علامات تدل على إصابتك بالإرهاق والخمول
وفقا للمختصين، هناك علامات يجب الانتباه إليها بشكل خاص، عندما تستمر لفترة طويلة ولا نستطيع التغلب عليها مثل:
– التغيرات المفاجئة في المزاج
التغيرات المفاجئة المستمرة في المزاج يمكن أن تكون علامة على إجهاد الجسم، مما يؤثر على كل من الظروف العقلية والجسدية، والتي يمكن أن تتمثل في مظاهر تقلب المزاج والشعور بالعزلة والقلق والاكتئاب.
– الشعور بالخمول بعد النوم لوقت كافي
إذا لم يشعر الجسم بالراحة بعد نوم كامل لمدة 7- 9 ساعات، فقد يشير ذلك إلى بداية الإرهاق، حيث أن مشاكل النوم تؤدي دائما إلى التوتر بشكل منطقي، مما يؤثر على مستويات الطاقة والمزاج.
– تغيرات في الوزن
بعض الناس تزيد لديهم الرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية استجابة لنقص الطاقة، وبالتالي يمكن أن يؤدي استهلاك هذه الأطعمة على المدى الطويل إلى زيادة الوزن، وعلى العكس من ذلك، فإذا كنت تشعر بالإرهاق بشكل مستمر، يمكن أن تنخفض شهيتك، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل غير مرغوب فيه.
– ضعف التركيز
في حالة استمرار الشعور بالتعب دون سبب لعدة أسابيع، ينصح بزيارة الطبيب للتحقق من حالة الغدة الدرقية، لأنها غالبا ما تصبح العامل المساعد للإرهاق وتدهور الحالة المزاجية وما يسمى بـ “ضباب الدماغ” وهي حالة يصعب فيها على العقل التفكير والتركيز على شيء معين.
– تغير البشرة وتساقط الشعر
أهم التغييرات الخارجية المصاحبة للشعور بالتعب، هي حالة شعر الإنسان وجلده، ما يجعل البشرة أكثر جفافاً ويمكن أن يبدأ الشعر في التساقط.
المخاطر الصحية المرتبطة بالخمول
– الأشخاص الأقل نشاطا والأقل لياقة معرضون بشكل أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
– يزيد من فرص الإصابة بمرض السكري.
– يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
– يزيد من مشاعر القلق والاكتئاب.
– زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
كيفية التخلص من الخمول وطرق العلاج؟
يمكن أن تساعد هذه العادات في تعزيز طاقتك:
– تحسين عادات النوم وضمان النوم الكافي.
– الامتناع عن تناول الكافيين وشرب الكثير من الماء.
– الأكل الصحي لتجنب زيادة الوزن أو نقص الوزن.
– وضع توقعات واقعية لأعباء العمل والجدول الزمني.
– خذ وقتا للاسترخاء، وربما حاول التأمل أو ممارسة اليوغا.
– تجنب تعاطي الكحول والنيكوتين والمخدرات.
دقيقة واحدة من ممارسة الرياضة تساوي 15 دقيقة خمول
كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون من كلية الطب في جامعة بوسطن الأمريكية بفحص التغيرات في مستويات اللياقة البدنية على أكثر من 2000 شخص، أن دقيقة واحدة فقط من التمارين الرياضية تعوض ما يصل إلى 15 دقيقة من الخمول.
وهذا يعني أنه ليس هناك حاجة للجري لمسافة طويلة بعد يوم شاق من العمل، وتحتاج فقط 5 دقائق من “النشاط البدني النشط” لتعويض ساعة من السلوك الخامل سواء بالجلوس أو الوقوف بلا حراك.
حقائق رئيسية
– النساء يتبعن أنماط حياة غير نشطة أكثر من الرجال، (20% من الرجال و27% من النساء)، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
– 26% من الرجال و35% من النساء يعانين من نقص النشاط البدني في البلدان المرتفعة الدخل، في مقابل 12% من الرجال و24% من النساء في البلدان المنخفضة الدخل.
– تحدث الآلاف من الوفيات كل عام بسبب نقص النشاط البدني المنتظم.
– الشعور بالخمول يزداد مع تقدم العمر.
أهم الأسئلة الشائعة عن الشعور بالخمول والإرهاق
– ما هو مقدار الوقت المناسب لممارسة النشاط البدني للتخلص من الخمول والكسل؟
توصي منظمة الصحة العالمية بممارسة النشاط البدني لمدة 60 دقيقة يوميا على الأقل للفئات العمرية بين 5 سنوات و17 عاما مثل المشي والجري ولعب كرة القدم وكرة السلة وركوب الدراجات.
أما بالنسبة للبالغين وكبار السن، لا تقل المدة عن 150 دقيقة على الأقل مدار الأسبوع، أو النشاط البدني الشديد لمدة 75 دقيقة على مدار الأسبوع، أو مزيج من الاثنين معا.
يشار إلى أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة يتحتم عليهم استشارة الطبيب أنواع الرياضات والوقت الآمن لممارستها.
– هل الشعور بالتعب والخمول تعتبر مشكلة عارضة أم مؤشر على مرض خطير؟
إذا أصبح الشعور بالخمول مسألة مستمرة فهو ربما يكون إشارة للإصابة بأمراض مختلفة أو بداية للاكتئاب.
يشار إلى أن الإحساس بالتعب هو عادة يلجأ إليها الجسم عندما تزيد الأعباء والضغوط عليه.
– هل التعب والإرهاق يزيدان من خطر الإصابة بكورونا؟
أظهرت دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أن الشعور الدائم الإرهاق يضعف جهاز المناعة وأن كل ساعة نوم إضافية تقلل احتمالات الإصابة بكورونا بنسبة 12%.
وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق يوميا، كانوا أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا أكثر من الضعف.
– ما هي أفضل الفيتامينات التي تسهم في علاج الخمول والكسل؟
تساهم بعض الفيتامينات في إمداد الجسم بالعناصر الغذائية التي تعطي الجسم الحركة والنشاط وأهمها:
فيتامين B12
يمد الجسم بالنشاط والطاقة وتساعد في تقوية مناعة الجسم.
ويمكن أن تجده في البيض واللحوم الحمراء والكبد والدواجن ومنتجات الألبان والأسماك.
فيتامين C
يعزز من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض والبكتيريا.
ومن أمثلة الطعام التي يمكن أن يتوفر فيه البرتقال والكيوي والبقدونس والفلفل الحار والجوافة والبروكلي والفراولة والموز.
فيتامين D
فيتامين د هو من الفيتامينات المهمة بالجسم ونقصه يتسبب في حدوث أثار سلبية على الصحة لا تقتصر على الخمول والكسل فقط ولكن يؤدي إلى إصابة الشخص بالهشاشة والسرطانات.
ويمكن الحصول عليه من خلال التعرض للشمس أو من خلال الأدوية ولكن من خلال استشارة الطبيب.
– كيف يمكن التغلب على حالة الخمول والإرهاق دون الخروج من المنزل؟
مع التقدم في العمر وخاصة في مرحلة منتصف العمر، تصبح عملية الخروج من البيت أكثر صعوبة قليلا.
وأظهرت دراسة تم إجراءها في 2010 أن الأشخاص في السن ما بين (45 – 65 عاما) أبلغوا عن زيادة في الإجهاد بنسبة 19%، مقارنة بعام 1990.
ولذلك إليك عدة نصائح لكسر حالة الخمول والكسل دون الحاجة للخروج من المنزل:
تنظيف المنزل
يعد التنظيف أحد الأنشطة المنزلية التي تساعد في التخلص من حالة خمول الجسم.
تنسيق حديقة المنزل
هي عملية تحتاج بذل مجهود (نشاط بدني)، حيث أن أعمال الحديقة سهلة التنفيذ مثل التقليم وإزالة الأعشاب الضارة، تتطلب اهتماما ثابتا، ويمكن أن تنقلك إلى الشعور بالسكينة ببساطة وتحافظ على جسمك مفعما بالحيوية.
الاعتناء بالحيوانات الأليفة
قضاء الوقت مع الحيوانات الأليفة وتنظيفها هو وسيلة رائعة للحفاظ على تحسين الحالة المزاجية والخروج من حالة الخمول والإجهاد ويعطيك طاقة إيجابية.
الطهي
أدخل المطبخ وجرب وصفات جديدة، فهذا له مفعول سحري حيث يقلل من التفكير السلبي، لأنه عندما تقوم بالطهي، فإنك تركز على الوصفات وليس لديك وقت للأفكار السلبية، وفقا للخبراء.
غسيل الصحون
يعتبر غسيل الصحون من أكثر الطرق فعالية لتخفيف التوتر.