كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
أثار قرار وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال، طارق المجذوب، العودة إلى التعليم المدمج ابتداءً من 27 ايلول الجاري، موجة استياء عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي، سواء من قبل الأساتذة، أو الأهل، متّهمين الوزير بأنه يعيش على كوكب آخر ولا دراية له بوضع الناس والنتائج المترتبة على قراره.
بالنسبة إلى الأهل، فإن الظروف الاقتصادية التي يعانونها بعد الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان، جعلت من الصعب عليهم إرسال أولادهم إلى المدارس، فالنقليات تعاني من عقبات عديدة، أبرزها، ارتفاع سعر صفيحة البنزين وانقطاعه بشكل كبير، أما في حال وجوده فيجري تقنينه والوقوف ساعات امام محطات التعبئة، وأمام تراجع القدرة الشرائية لليرة اللبنانية ومعها قدرة العائلات على الانفاق، بات الكثيرون غير قادرين حتى على إعطاء أولادهم مصروف جيب يكفيهم لشراء “عبوة” مياه صغيرة في المدرسة.
اما السؤال البديهي لكل ما يحصل، كيف يمكن اعتماد التعليم عن بعد، اذ اننا لا نملك مقومات الاونلاين؟ لا انترنت ولا كهرباء ولا موتورات. وان اردناه حضورياً، وعدنا الى المدرسة على اللوح والطبشورة، فمهم جداً ان يكون التلميذ مع الاستاذ في الصف. فهل ستعتمد المدارس نظام التقشف في الموازنة وإلغاء بنودٍ للحدّ من النفقات وإيجاد مصادر تمويل غير الاقساط؟ هكذا لن يترتب أعباء إضافية على الاهل. ويجب تحمل المسؤولية بالمساعدة سواء للاساتذة او للاهل وتأمين المحروقات، او نقل التلامذة مجاناً وعلى “حساب” وزير تصريف الاعمال المجذوب الذي قرر بسحر ساحر العودة الى المدارس دون خطة عملية في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر فيها البلاد.
علماً، انّ المجذوب يدرك تماماً الصعوبات،” وكأن الموضوع شحادة بشحادة ” طالباً من الدول المانحة المساعدة قائلا “ساعدونا لدعم الأساتذة والأهل في القطاعين، فالوضع المادي الذي وصل إليه بات كارثياً لأن رواتبهم باتت لا تكفي مصروف يوم أو يومين.
شادي هيلانة