إيران “تتحدّى” أميركا عبر لبنان!

أكّد مسؤولون إيرانيون، هذا الأسبوع، أنهم سيرسلون المزيد من الوقود إلى لبنان حسب الحاجة، على الرغم من العقوبات الأميركية، وذلك “للمساعدة في تخفيف النقص الحاد في الوقود في لبنان”. وقال أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، يوم (الأحد)، إن أول سفينة تشحن وقودا إيرانيا أبحرت بالفعل من إيران.

وذكر موقع ” The Organization For World Peace”، في تقرير عن الأزمة اللبنانية، أن “أولئك الذين يعارضون “حزب الله”، وهو حزب يعتبره “الاتحاد الأوروبي” منظمة “إرهابية”، قلقون من احتمال فرض عقوبات نتيجة للاتفاق”.
وقال التقرير: “هذا وعانى الاقتصاد اللبناني، من تدهور كبير على مدى العامين الماضيين، وسيتفاقم هذا التدهور بشكل كبير بسبب العقوبات. لكن نصرالله قال رداً على المعارضين لشحنات الوقود: “سنواصل هذه العملية ما دام لبنان يحتاج إليها الهدف مساعدة كل اللبنانيين [وليس فقط] أنصار “حزب الله” أو الشيعة””.

أضاف: “أصابت أزمة إنقطاع الوقود، الإقتصاد اللبناني بالشلل، ما أدى إلى اندلاع أعمال عنف متعددة وانقطاع حاد في التيار الكهربائي. وفي الوقت عينه، قد تضطر المستشفيات في جميع أنحاء لبنان، والتي تعتمد على المولدات الخاصة لتوليد الطاقة، إلى الإغلاق بسبب نقص الديزل. وفي ظل جائحة “كوفيد – 19” العالمية، ستكون عواقب إغلاق المستشفيات وخيمة.

تابع: “ولتخفيف النقص الحاصل في الوقود، رتب “حزب الله”، الحليف المقرب للحكومة الإيرانية المحافظة، بشكل مستقل ومنفرد اتفاقه الخاص مع إيران، محذراً الولايات المتحدة وإسرائيل من التدخل. لكن “حزب الله”، يخضع لعقوبات من الحكومة الأميركية، وكذلك تخضع صادرات النفط الإيرانية”.

وأشار الى أنه “في بعض الحالات، بذلت السلطات الأميركية شوطاً إضافياً لتحديد ومعاقبة شركات الشحن التي تنقل النفط الإيراني، وفقاً لتقارير صادرة عن وكالة الـ”أسوشييتد برس””.

وبحسب التقرير، “يتخوف معارضو “حزب الله” من أن يؤدي قرار نصر الله بالعمل مع إيران، إلى فرض عقوبات إضافية وزيادة الصراع الحاصل”.

وأوضح أن “نصر الله فشل في توضيح كيف سيدفع لبنان لإيران مقابل النفط. وقال إن “حزب الله” لا يهدف إلى “تحدي أحد” من خلال ترتيب شحن الوقود من إيران، لكنه أضاف “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي وسط إذلال شعبنا سواء أمام المخابز والمستشفيات ومحطات الوقود والظلام في الليل”.

بدورها، كانت السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا أعلنت أن الولايات المتحدة ستساعد لبنان في جلب الكهرباء من الأردن والوقود من مصر. ووفقاً لوكالة الـ”أسوشييتد برس”، فإن شيّا “تخطط للتفاوض مع البنك الدولي لدفع ثمن كل شيء”. وقالت شيا في وقت سابق لقناة “العربية” الناطقة باللغة الإنجليزية: “أحاول إيجاد حلول للشعب اللبناني. تحدثنا مع حكومات مصر والأردن والحكومة هنا [لبنان] والبنك الدولي. نحاول الحصول على حلول حقيقية ومستدامة لاحتياجات لبنان من الوقود والطاقة”.

وشدد التقرير، على “وجوب أن تتمثل الأولوية القصوى، بين جميع الأطراف، في إعادة الطاقة إلى المستشفيات والمنازل والشركات، ومنع لبنان من السقوط في المزيد من الفقر”، مشيراً الى أنه “من الناحية المثالية، يمكن للبنان العمل من خلال البنك الدولي، ومع الولايات المتحدة ومصر، لتأمين الوقود من خلال الوسائل القانونية والممكنة”.

وختم التقرير: “ينطوي إشراك إيران، على الرغم من العقوبات الأميركية، على إحتمال جر لبنان إلى عمق الصراع الدولي والغرق في الديون. وفي الوقت عينه، يجب على واشنطن عدم فرض عقوبات، على هذا التحدي لعقوباتها المفروضة، بالنظر إلى الظروف الأليمة التي يواجهها لبنان نتيجة نقص الوقود”.