على هامش عملية المفاوضات الجارية من أجل تشكيل الحكومة والتي تتأرجح ما بين الايجابية والسلبية بين يوم وآخر بسبب المطالب التي تفرضها بعض القوى السياسية اللبنانية، برزت لهجة أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله حول الملف الحكومي والتي أوحت بالامتعاض من أداء حليفه التيار “الوطني الحر”.
وترى المصادر ان “حزب الله” وبالإضافة الى ما سبق، يعتبر ان المخاطرة بالأمن الاجتماعي “مش مزحة” ولا يجوز أن تدخل في لعبة المناورة السياسية، وانه من الواجب على كل الاطراف التعاون لأجل ولادة الحكومة، وأضافت المصادر أن الحزب وإن كان يتفهّم، في السياسة، موقف التيار الا انه يرى ان تقديم التنازلات الجدية بات أمراً مُلحّاً ولا يمكن اعتباره ترفاً في هذه المرحلة الدقيقة.
وأشارت المصادر الى أن الحزب قد التزم امام الفرنسيين تسهيل عملية التشكيل، لكنه في الفترة الاخيرة لمس أن باريس تطلب منه التدخل لإقناع الرئيس ميشال عون ومن خلفه التيار “الوطني الحر” ببعض التنازلات الحكومية بعدما شعرت بأن التعطيل نابع من هناك، غير ان الحزب الذي يرغب بالحفاظ على علاقة جيدة مع الفرنسيين يبدو غير قادر على تكثيف الضغوط على حلفائه، ورغم ذلك بدأ بمساعٍ جدية واتصالات حثيثة على خط التشكيل.
إذاً، يبدو ان “حزب الله” راغباً حقاً بولادة حكومة انقاذية في أسرع وقت ممكن، لكنه متمسك بسياسة التمنّي على حلفائه من دون الدخول في محاولات الضغط في هذا الشأن، لكنه في الوقت نفسه، وبأقل تعبير، غير راضٍ على الأسلوب المعتمد خصوصاً انه يعتبر ان “الوطني الحر” لا يحتاج الى انتصار سياسي في هذه المرحلة لأن هذا الانتصار قد تحقق بمجرد اعتذار الحريري، وبالتالي فإن الكباش الحالي سيؤدي الى اضرار سياسية قد يصعب تعويضها لاحقاً اقله على المستوى الشعبي والذي حتماً سينعكس خسائر فادحة في السياسة!
المصدر : لبنان24 – ايناس كريمة