يُحكى في الكواليس أنّ ثمّة موانع عدّة تواجه رحلة الرئيس نجيب ميقاتي نحو تشكيل الحكومة. أبرز هذه الموانع، وفق ما تقول أجواء الثامن من آذار، هي عدم رغبة الرئيس سعد الحريري بتشكيل ميقاتي لآخر حكومات العهد.
وضع الأمور في ميزان المصلحة الحريرية، وبعيدًا عن اتّهامات خصوم بيت الوسط، توضح أنّ في حالتي التشكيل أو عدمه بإمكان الحريري استثمار عدد من النقاط لتقريشها سياسيًا وانتخابيًا، على أنّ كفّة عدم التشكيل هي المرجّحة الآن.
مخاوف عدّة تنتاب بيت الوسط اليوم في حال نجح ميقاتي بتشكيل الحكومة. فخفض سعر صرف الدولار، أو ترقيع أزمة الكهرباء التي يعاني منها اللبنانيون اليوم قد تصوّر ميقاتي بمظهر المنقذ أم البطل، وهو ما يُزعج الزعامة السنية الأولى بالطبع. فيما قد يكون تشكيلها ومن ثمّ فشلها بإحداث خروقات على خط الأزمة هو تمهيد لعودة الحريري في فترة ما بعد الإنتخابات، اضافةً لضرب صورة ميقاتي قبل الانتخابات في دائرة الشمال الثانية لصالح تيار المستقبل.
وفي حال التشكيل أيضًا، ستُسحب الاتهامات بالتعطيل تجاه العهد، حيث سيكون الحريري عرضةً لهجوم اعلامي سياسي حول مماطلته بالإعتذار لتسعة أشهر فوّت فيها أكثر من فرصة إنقاذٍ للوضع. في السياق عينه يأتي عدم التشكيل فرصةً ذهبية للحريري لاطلاق النار سياسيًا على العهد واتهامه بشلّ البلد وتعطيله، لتكون تلك الحملة مقدّمة المعركة الإنتخابية المقبلة.
مصدر في فريق الثامن من آذار يرى بأن الحريري عام 2009 استثمر في المحكمة الدولية انتخابيًا، وفي الـ2018 استثمر بالعداء للسلاح، أمّا انتخابات اليوم فستكون رافعتها هي العداء لعهد الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر، وهنا تكمن مصلحته بعدم تشكيل حكومة قد تُقدم على انجاز واحد.
هذا ويشير المصدر الى أن المرحلة المقبلة اقليميًا ستشهد تقاربًا سعوديًا سوريًا اكبر، برعاية وموافقة اميركية روسية، وهو الأمر الذي سينسحب على لبنان والحلول فيه، وهنا لا يمكن للحريري أن يسمح لشخصية سنية سواه أن تسيطر على المشهد وتقود المرحلة التي قد تشهد تفاوضًا مع المحيط العربي والاقليمي.
تكاد تكون مصلحة الرئيس سعد الحريري بتشكيل ميقاتي للحكومة ضئيلة، فيما سيشكّل الإعتذار رافعةً سياسيةً وانتخابيةً وربّما شخصية، فهل تشهد المرحلة المقبلة على ارتياح حريري في ظلّ انفجار العقد بوجه التشكيل؟
المصدر ام تي في – صفاء درويش