“الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي قدم تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية الخميس الماضي، اي مع بدء الشهر الثاني على تكليفه، وابقى فيها على اسمي وزيري الداخلية والعدل خاضعين للتشاور مع رئيس الجمهورية”.
هذه هي الخلاصة الفعلية للاسبوع السياسي المنصرم، وبالتالي بات اي لقاء مقبل بين الرئيسين، وهو امر ممكن في اي وقت، مرتكزا على مسودة واضحة، وضعها الرئيس المكلف وفق صلاحياته الدستورية، وانطلاقا من الاجتماعات التي عقدها مع رئيس الجمهورية اولا، ومن المشاورات التي اجراها مع سائر المعنيين.
ويبقى امر اصدار مراسيم الحكومة رهن التشاور بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وفي هذا السياق لاحظت مصادر معنية” ان بعض التسريبات الاعلامية حاولت في الايام الاخيرة اعطاء كلمة التشاور بعدا يخالف روحية المادة الدستورية ذات الصلة”، واكدت” ان التشاور لا يعني مطلقا ان تفرض على رئيس الحكومة تشكيلة او اسماء لا تتوافق مع التصوّر الذي رسمه لمهمة حكومته، فهو رئيس الحكومة والمسؤول عن أعمالها أمام مجلس النواب وعن نجاحها او فشلها “.واكدت الاوساط” ان من حق رئيس الحكومة ان يختار من يشاء يرفض من يشاء من الاسماء المقترحة ، وهو ، اذ يحرص على احترام الاخرين وموقعهم، متمسك بصلاحياته الدستورية، وبمبدأ ان الحكومة في النهاية ستحمل اسمه “.
في المقابل بات واضحا ان” اوركسترا العهد” لا تنفك تعمل بكل الوسائل على تخريب العلاقة بين الرئيسين عون وميقاتي وافشال مساعي تشكيل الحكومة بكل الوسائل والاساليب. وفي هذا السياق، وبخبث موصوف ومكر لم يعد خافيا على احد، سرّبت مصادر “التيار الوطني الحر”معلومات مغلوطة عن المداولات الحكومية سعيا لرمي مسؤولية التعطيل على الرئيس المكلف،واعتبرت انه “كأن هناك اوركسترا خارج ميقاتي وعون تريد افشال مسار الحكومة، وتضييق الخناق على العهد وعلى لبنان”، حسب التعبير الحرفي لكلام المصادر.
وفي محاولة واضحة لتأجيج العصبيات الطائفية سرّبت المصادر نفسها اخبارا عن اشتراط رئيس الجمهورية على الرئيس ميقاتي تعهدا خطيا يتضمن اقالة خمسة مسؤولين عند تشكيل الحكومة. ووصلت قمة السخف في التسريبات الى حد الزعم انه تم منع وقوف سيارة الرئيس ميقاتي عند مدخل القصر، علما ان ابسط العارفين بشؤون الامن يعلمون بالاعتبارات اللوجستية التي تتعلق حصرا بامن الرئيس المكلف وليس باي اعتبار آخر “.
اما الوجه الاخر للخبث السياسي فجاء على شكل بيان صادر عن “الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر” أن “التيار” يدعم كل فرصة لولادتها سريعا ويسهل سياسيا وإعلاميا ذلك”.وامل البيان” أن يتمكن فخامة الرئيس ودولة الرئيس من تجاوز هذه المحاولات الفتنوية القائمة لبث الخلاف بينهما، وتجاوزها من خلال التعاون والاتفاق من ضمن الدستور الذي نعمل على حمايته من أي مس أو تلاعب”.
مصدر مطلع على المداولات الحكومية قال “كل الاكاذيب والاضاليل لا تلغي حقيقة ان لبنان بلا حكومة منذ سنة رغم كل المصائب والويلات التي تحل به، وان الرئيس ميقاتي هو ثالث رئيس مكلف على التوالي والمطلوب انجاح مهمته لتشكيل الحكومة ، والا فليتحمّل المعرقلون امام الشعب التاريخ لعنة الخراب الذي حل بالوطن واوصل الشعب الى حد الكفر بكل شيء وسلوك درب الهجرة”
وختم المصدر باستعارة مقطع حواري من مسرحية ” الشخص” للاخوين رحباني جاء فيه”مرات يا بنتي مطرح ما بيمرق الكبير بتزهّر الارض، وفي مرات بتيبس الارض”.