كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
يبدو أنّ أزمة الأسعار الجنونية ستشهد قفزات إضافية، مع صيغة نصف دعم للمحروقات على دولار ال 8000 ليرة، والتي تنتهي مفاعيلها في منتصف أيلول، ليتغير المشهد بعد ذلك أمام رفع الدعم بالكامل عن المحروقات، فيما البدائل لا زالت غير مؤمّنة، خصوصا لناحية الانتهاء من الدرس الطويل للبطاقة التمويلية.
وفي السياق عينه، يرى مراقبون من أن الظلام سيخيم على لبنان خلال شهر، بسبب عجز الحكومة عن توفير الوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء، جراء عدم توفر نقد أجنبي للاستيراد، ضمن أزمة اقتصادية حادة. وقال مصدر في مؤسسة كهرباء لبنان، إن المخزون الحالي من وقود تشغيل محطات توليد الكهرباء يكفي لايام فقط. وأضاف، بسبب عدم تأمين التيار الكهربائي حتى عبر خطوط الخدمات العامة، وبسبب عدم توفر مادة المازوت، سيتوقف توزيع المياه على كل المنشآت ومحطات الضخ .
واعتبر، انّ مسألة النفط العراقي ما زالت عالقة، وهناك عرقلة لوصوله الى لبنان. وفي هذا الاطار، كشفت مصادر سياسية متابعة لموقع “سكوبات عالمية: انّ اسباب التأخير لا تزال مجهولة، بل لا تزال الشركات كذلك والاعلان عنها وآلية وكيفية المناقصة مجهولة.
واعتبرت، انّ العملية كلها في لبنان تدخل ضمن الواقع اللبناني الذي تتحكم فيه الطوائف والاحزاب والتكتلات وكلها تريد حصتها وهذا ما يحصل في تشكيل حكومة منذ اكثر من سنة رغم تكليف شخصيتين بهذه المهمة.
اما المشكلة الأكبر بنظر المصادر عينها، هي مواجهة لبنان بأفراده وومؤسساته في القطاعات العامة والخاصة، أزمة توقف خدمات الإنترنت. وتشرح المصادر عينها، أن لبنان يحصل على الإنترنت من خلال مقدمي خدمات في مختلف دول العالم، وعبرهم يتم وصل لبنان على الشبكة العنكبوتية التي توزع الإنترنت. ولاستمرار تزويدنا بالإنترنت، علينا تحويل مستحقات مقدمي الخدمات، بالدولار، وحسب الاوقات المتفق عليها. وفي حال العجز عن تأمين ما يلزم، سيتم إخراج لبنان من الشبكة العنكبوتية وهنا هول الكارثة.
وعليه، فإن لبنان أمام استحقاق كبير يهدد وجود الكثير من الشركات الخاصة والمستثمرين في البلاد، إلى جانب عرقلة جملة من الخدمات العامة. وتحقُق هذا الخطر ليس بعيداً جداً. فخلال أيام معدودة علينا تأمين الدولار وتحويله لمستحقيه، وإلا سنشهد وقوعاً في أزمة لا تُحمَد عقباها.
شادي هيلانة