كتبت نول العبدالله في سكوبات عالمية:
ها نحن اليوم نعيش حرباً لم نشهدها سابقاً، حتّى الحرب الأهلية لم يكن لها تأثير كبير في نفوس الشعب اللبناني، كما اليوم.
اليوم، نحن نعيش حرباً ربما فقدنا السيطرة عليها. لقد عمّت الفوضى في بعض المناطق، فَكَثُرَتْ السرقات وعمليات النشل، بالإضافة، إلى زيادة جرائم القتل.
وبدأنا نرى مسلّحين في بعض المناطق، فأصبح السلاح بيدِ المجرمين والسارقين وكل من هم خارجون عن القانون، وكما يقول المثل اللبناني: “على عينك يا تاجر”.
القضية ليست هنا، إنّما هي أكبر بكثير من كل ما تحدّثنا عنه في الأعلى.
القضية هي قضية عنصرية وطائفية. فعندما يجتمع رجال الدين و سياسيين من الطائفة السنيّة، ويصرّحون بأنّ إذا إستمر رئيس الجمهورية و تياره بتضييق الخناق على رئيس الحكومة المكلّف من أجل دفعِهِ للإعتذار، فلن يكون هناك رئيس حكومة مكلّف جديد، وإن حصل و تمّ تسمية رئيس مكلّف جديد، لن يكون لديه غطاء سنّي داعم لا من قبل نادي رؤساء الحكومة السابقين و لا من قبل رجال الدين. وهذا التصريح، قد يؤدّي إلى تأجيج الشارع السني.
ولكن، لن ننسى أبداً أنّ هناك من يريد أيضاً إشعال فتيل حرب طائفية. فكلما خرج على الملأ يخبر الشعب اللبناني بأنّهم هم من أعادوا حقوق المسيحيين.
ولن نتوقّف عن الحديث، بل علينا أن نذكّر، بأنّ إحدي المحطات اللبنانية الّتي همّها الوحيد فقط تحقير باقي الطوائف.
كل هذا دليل، على أنّ الحرب كلّها على الطوائف، وليست على طائفة معيّنة. وأنّ السلطة تسعى لتقديم الطوائف على مذبح فقط من أجل أن تبقى هي المتحكّمة في البلد.
هذه السلطة مستعدة أن تَنْحَرَ الشعب على مذبح الطائفية. فاليوم أصبحنا نرى في بعض المناطق عنصرية إتجاه بعض الطوائف. فلا تملأ محطة محروقات السيارة إلّا إذا كان صاحب السيارة من دينهم.
ومع ذلك، وَجَبَ علينا أن نسأل أنفسنا: إلى أين نحن ذاهبون؟ وأين هي هيبة الدولة من كل هذا الفلتان الأمني الّذي يحصل؟
وعلى الرغم من كل هذا، يبقى هناك شعب يؤمن بالعيش المشترك، و بأنّ لبنان للكل وليس لطائفة دون سواها. نعم نحن شعب يريد الحياة و يريد الأمان و السلام، نعم نحن شعب مستعدين أن ننفض عباءة الطائفية من أجل لبنان.
نوال العبدالله