كتبت نوال العبدالله في سكوبات عالمية:
تعاقبت الحكومات في لبنان، والهدف كان واحد الإصلاح و محاربة الفساد.
ولكن في لبنان، وخاصةً حكومة الرئيس حسان دياب، فكانت كما يراها البعض هي حكومة العهد والحزب. فقد غلب عليها طابع اللون الواحد.
لم تدم هذه الحكومة سوى شهور، فبعد إنفجار مرفأ بيروت بِعدّة أيام، أعلن الرئيس حسان دياب إستقالة حكومته، وهكذا إستقالة حكومة الظل.
ها نحن اليوم، ندفع ثمن حكومات، قد زادت في مؤسسات الدولة الفساد. فلم تصلح كل حكومة، ما قد أفسدته الّتي قبلها.
واليوم، نحن نشهد على مشاورات من أجل تأليف حكومة جديدة.
حكومة على حدّ قولهم سوف تسعى لإصلاح ما أفسدته الحكومات السابقة.
بدأت المشاورات منذ حوالي الشهر، وبدأت معها الوعود. ففي كل مرّة يوهِمون الشعب، بأنّ الحكومة سوق تولد بعد عدّة أيام.
ها قد مرت أيّام و نحن على نفس الموال، والعراقيل والحواجز تتكاثر أمام تأليف الحكومة.
لا رئيس يريد التنازل و لا تيار يريد التنازل، مع العلم أنّ التيار قد صرّح سابقاً أنّه لا يريد أن يشارك بهذه الحكومة. أمّا رئيس الجمهورية فيطالب بحصّة كبيرة، فهو يرى أنّ هذا من حقّه.
لم يعد الأمر، يتعلّق بالدستور أو حتّى بحماية حقوق المسيحيين. لقد تخطّينا هذه المرحلة منذ زمن بعيد، فأصبح الأمر يتعلّق بفرض بعض القوى السياسية سلطتهم.
ماذا يعني تشكيل حكومة بتقديم تنازلات من قِبَلْ رئيس الحكومة؟
تنازلات رئيس الحكومة معناها أنّه يتخلّى عن صلاحيات رئاسة الحكومة. وليس هذا فقط، بل هذا يعتبر تحريك للشارع السنّي، الّذي لا أحد يتوقّع متى سوف ينفجر.
فاليوم، أصبحنا على مشارف فوهة البركان، فلا تشكيل الحكومة يفيد ولا حتّى عدم تشكيلها يفيد.
لأنّ الشعب يريد حكومة إختصاصيين، وأن لا يكون للأحزاب أي وزير لها في هذه الحكومة.
ولكن مع الأسف، فإنّ رئاسة الحكومة تقف أمام ما يريده الشعب، فلن تسمح بحكومة تكنوقراط، بل تريد حكومة تكنوسياسية بإمتياز.
وهكذا، حتّى لو تشكّلت الحكومة سوف تكون حكومة ظل، حكومة عهد لا يرضى إلّا بِبَسْطِ سلطته، لِيَصِلَ إلى ما يريده وهو إيصال الصهر إلى سدّة الرئاسة، بالإضافة إلى الفوز بالإنتخابات النيابية.
وبهذا هم يريدون حكومة، تدور في فَلَكِهِم، وأن تمشي تحت خطاهم. وأن تكون حكومة تحت جناحهم.
نوال العبدالله