نجحت الدولة اللبنانية بحكّامها والمسؤولين فيها في خلق أزمة ثقة خطيرة عند المواطنين، الذين باتوا يمضون وقتهم الثمين في تجميع أكبر كميّة من الشيء المُراد الحصول عليه، خوفاً من إنقطاعه في اليوم التالي. فالخوف من فقدان الخبز والسكّر على سبيل المثال، يغذّي شهيّة الفرد لشراء عدد يفوق قدرته الإستهلاكيّة.
هذه هي الحال أمام المحطات وفي طوابير الذل التي لا تنتهي، إذ يصرّ اللبناني على حجز موقفه ومكانه في الصف الطويل لـ “تفويل” سيارته على الرغم من أن الكميّة الموجودة في خزانه تكفيه لقضاء حاجته ولا تستدعي الإنتظار الطويل في الطابور وإضاعة الوقت.