حدثان موثّقان… الأول عند المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. والثاني عند رئيس الحكومة المُكلّف نجيب ميقاتي. بطل الحدَثين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
ميقاتي، المنهمِك بتشكيل الحكومة التي باتت قريبة، يسعى الى تخطي الحواجز واحداً تلوَ الآخر. لكنّ الحريري لم يهضُم بعد احتمال أن يحقق ميقاتي ما عجز عنه هو. ففي وقت اتّفق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع ميقاتي على تعيين العميد أحمد الحجار رئيس أكاديمية قوى الأمن وزيراً للداخلية، أرسل الحريري رسالة عبر “الواتس آب” الى اللواء عثمان يسأله فيها كيف يرضى بأن يصبح أحد ضبّاطه مديراً عليه؟ وطالباً اليه رفض الموضوع. كذلك سأل الحريري ميقاتي ماذا سنقول لبيروت وعكّار في الانتخابات المقبلة اذا عُيّن الحجّار ابن الاقليم الشوفيّ وزيرا للداخلية في حين أن المدير العام لقوى الأمن الداخلي من المنطقة نفسها؟ ما أدى الى استبعاد الحجار من المعادلة.
الحدث الثاني أتى بعد كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيث أرسل الحريري رسالة عبر “الواتس آب” أيضاً لميقاتي يقول فيها: “لو كنت مكانك لاعتذرت فوراً عن تشكيل الحكومة” لكنّ ميقاتي قرأ الرسالة ولم يقم بأي ردة فعل.
هذان الحدثان ليسا الوَحيدَين… فالحريري رفض اللواء ابراهيم بصبوص أيضاً معتبرا أنه من الإقليم. ورفض حتى الساعة جميع الأسماء المطروحة لوزارة العدل معتبراً أن مستشار الرئيس عون سليم جريصاتي هو من يقف وراءها.
ميقاتي يسعى حتى اللحظة الى تذليل العقبات وقد نجح في العديد منها، والحكومة بحسب المعطيات لم تعد ببعيدة بخاصة أن توزيع الحقائب انتهى ويتم اسقاط الأسماء على الحقائب، في حين أن بعض الحقائب يتم التعامل معها بحذر شديد لأن تطلعات القوى السياسية باتت مصوّبة الى الانتخابات النيابية المقبلة.
المصدر: السياسة