يرتقب وفق المتابعين لمسار تشكيل الحكومة العتيدة، بأن تكون الساعات المقبلة حاسمة، وحيث كشف مرجع سياسي، بعدما التقى بموفد من قبل الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، بأن تكون الولادة خلال اليومين المقبلين، إلا في حال استجدّ طارئ أو تدخلات من الداخل والخارج، لأن معلوماته أن الأسماء أُسقطت على الحقائب باستثناء حقيبتين، والأمور تتّجه إلى حسمهما، وذلك جاء على خلفية تهيّب الجميع لما جرى في التليل في عكار، وربطاً أيضاً باستمرار التدهور الإقتصادي، إلى وضعية قد تتحوّل إلى هرج ومرج في الشارع، كذلك، ثمة معلومات بأن الفرنسيين كثّفوا من اتصالاتهم خلال الساعات الماضية مع الرؤساء وبعض الأطراف السياسية، وتولّى عملية التواصل هذه مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، بمعنى أن الضغوطات تنامت بشكل وصل إلى حدّ كشف المستور والتصويب على المعرقلين بالأسماء، كذلك، وقف كل المساعدات التي تم التوافق عليها خلال مؤتمر دعم لبنان الذي عقد في الرابع من آب المنصرم، أي فرض حصار سياسي واقتصادي على معظم السياسيين اللبنانيين، وتحديداً ممّن يعطّلون عملية تشكيل الحكومة.
من هذا المنطلق، توزّعت المشاورات والزيارات الهادفة لتسريع إعلان مراسيم التأليف على أكثر من خط. إذ أجرى الرئيس المكلّف سلسلة اتصالات مع مرجعيات سياسية، إلى تشاور مفتوح مع نادي رؤساء الحكومات السابقين، في ظل نفي الحلقة الضيقة المقرّبة منه أي خلافات أو تباينات مع الرئيس سعد الحريري، مؤكدة أن التنسيق والتواصل مستمرين بشكل دائم، لذا، فإن هذه الحركة، ولأول مرة، تُتوّج بإيجابيات قد تؤدي في الساعات القادمة إلى ولادة الحكومة، ألّلهم إلا إذا عادت ودخلت الشياطين في التفاصيل، لأن التجارب الماضية لم تكن مشجّعة في هذا السياق، واستطراداً، فإن تفاعل التطوّرات والتحوّلات التي جرت في أفغانستان تُعتبر نقطة تحوّل في مسار الوضع الإقليمي والدولي، وسيكون لها تداعيات لافتة لن يكون لبنان بمنأى عنها في حال حصلت أي تطورات ميدانية في المنطقة.
لذا، فإن لبنان يتلقّف كل ارتدادات حروب وأحداث الإقليم، وذلك يؤثّر بشكل فعلي على استحقاقاته الدستورية، وتحديداً في هذه المرحلة حيث معاناة التأليف، وإن وصلت، كما يتبيّن بالملموس، إلى مراحلها شبه النهائية، وعلى هذا الأساس تبقى المخاوف قائمة من أي معطى أو تطوّر داخلي أو خارجي من شأنه أن يؤدي إلى العودة إلى المربع الأول، وربما الإعتذار، وهذا ما كشفه بوضوح الرئيس المكلّف عندما ساوى بين التأليف والإعتذار، لأنه يدرك كل ما يربط البلد من أحداث وتوترات داخلية وخارجية.
وعلى خط آخر، فإن عامل الشارع والغضب الشعبي، وتحديداً بعد انفجار التليل، كذلك، التدهور المريب إقتصادياً وحياتياً ومعيشياً، فذلك، ومن خلال اللقاءات والإجتماعات التي تحصل بشكل مفتوح بين الثوار والحراك المدني وسواهم، قد يفاقم الأوضاع الراهنة إلى عصيان واضطرابات، وهذا بدوره من شأنه أن يصعّد عملية تشكيل الحكومة، في ظل الهوّة الكبيرة بين هؤلاء والرؤساء والطبقة السياسية القائمة، وبناء عليه، فإن كل الإحتمالات تبقى مفتوحة على أكثر من سيناريو وخيار في الساعات القليلة القادمة، والتي تعتبر في غاية الأهمية والدقّة في آن من أن تدخل أكثر من جهة محلية وخارجية على خط الأجواء الإيجابية، لتستحضر أجواء المرحلة السلبية التي رافقت لبنان واللبنانيين منذ تكليف السفير مصطفى أديب إلى الرئيس سعد الحريري.
“ليبانون ديبايت” – فادي عيد