ها قد طرق الجوع أبواب شعبٍ لطالم أحبّ الحياة. لطالما ناضل اللبنانييون من أجل حياةٍ كريمة، من أجل مستقبلٍ في هذا البلد.
اليوم لبنان يعيش في جهنّم. جهنّم الّتي فتحت أبوابها على مصراعيه. كل مقومات الحياة أصبحت خارج الخدمة، لا كهرباء لا ماء لا دواء لا حليب أطفال، حتّى الإنترنت و خطوط الهواتف قُطِعَتْ في بعض المناطق.
ماذا بعد؟
لقد كان مصير بعض اللبنانيين هو الموت، فمنهم من مات في إنفجار المرفأ ومنهم من مات في إنفجار عكار، وكل ذلك فقط من أجل أن يحيوا حياةً كريمة.
لم يعد هناك مستقبل في هذا البلد، مع هكذا سلطة. همهم كيف يتقاسمون الحصص فيما بينهم.
ويبقى السؤال ماذا ينتظرنا بعد؟ ألا يكفينا ما حلّ بنا، لم يبقى سوى النفس لم تكتموه بعد.
أين أنتم من دموع أمهاتٍ فجعوا على موت أولادهم، أين أنتم من أنين جرحى كانوا يبحثون عن بصيص أمل من أجل حياةٍ كريمة.
لبنان اليوم يحتاج لإنعاش. لبنان اليوم يحتاج لننفض عنه العباءة القديمة، ونلبسه عباءةً جديدة.
كفانا وجعاً، كفانا ذلّاً، كفانا قهراً. حتّى الموت طرق أبوابنا، ومن أجل ماذا؟ من أجل أن نمنحهم فرصاً ليعيدوا للبنان مجده و إزدهاره.
ولكن مع الأسف، لبنان يحتضر وهم السبب، فقط من أجل أن يحيوا حياة الترف و البذخ. فلا همهم شعب جائع، ولا شعب ميّت.
لِيعلموا جيّداً، أنّ اللبنانيين ولدوا من رحم الحروب و المعارك والقهر و الفقر والجوع.
ولِيعلموا أنّ اللبنانيين لم يخلقوا لِيذلّوا و من أجل من، لا سلطة رحمتنا و لا تجار رحمونا و لا حتى اصحاب مولدات.
المصدر سكوبات عالمية – نوال العبدالله