كتبت نوال العبدالله في سكوبات عالمية:
بدأت الأزمات اللبنانية، تخرج عن السيطرة. فعلى وقع أزمة شحّ المحروقات، خرج حاكم مصرف لبنان على الملأ ليعلن عن رفع الدعم على المحروقات.
ومع إعلان هذا الخبر، بدأت حالة الإرباك و الهلع تسيطر على الشارع. فكان الغضب سيّد الموقف.
بدأت الإحتجاجات وبدأ معها إنفجار الشارع، فالمحروقات هي أهم سبب للحصول على مقوّمات الحياة.
وعلى وَقْعِ هذا الخبر، بدأت أسعار المحروقات في السوق السوداء ترتفع بشكل جنوني. ولا يوجد لا حسيب و لا رقيب، لإيقاف هذه السوق.
أمّا بالنسبة لأصحاب المحطات ، فعمدوا إلى عدم فتح محطاتهم، وذلك لأنّهم ينتظرون تسعيرة المحروقات الجديدة.
فبدأ الجيش بحملةٍ كبيرة، على إمتداد مساحة الوطن. فقام بفتح خزانات المحطات للتأكّد من عدم وجود محروقات. بالإضافة، إلى عمليات مداهمة كبيرة لخزانات، كان أصحابها يخزّنون المحروقات داخلها بهدف بيعها في السوق السوداء أو بهدف تهريبها إلى سوريا.
وهنا وقعت فاجعة كبيرة أصابت عكار في الصميم. إذ هزّ كيان عكار إنفجار صهريج، كان الجيش قد سمح للناس بالتزوّد منه، بعد أن إكتشف كمية كبيرة من المحروقات في خزانات، وهذه الكمية تعادل ٦٠ ألف ليتر بنزين.
وكان سبب هذه الفاجعة صاحب الخزانات إذ أطلق النار بإتجاه الخزان فشتعل. كان هناك عشرات المواطنين الّذين جاؤوا لملئ غالونات بنزين. وما هي لحظات حتّى إحترقوا بهذا الانفجار، فذهب ضحية هذه الفاجعة عشرات الشهداء والجرحى.
وعلى وقع هذه الكارثة، نتفاجأ في الأمس بأنّه عادة المشاورات من أجل تأليف الحكومة بوتيرة أسرع. مع العلم أنّ اللقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف كان اليوم.
بدأت الإشاعات الّتي تقول أنّ الحكومة سوف تكون خلال أيام معدودة.
وهناك من يقول أنّ هناك توافق بين الرئيسين، وأنّ تشكيل الحكومة أخذ مسار بدء تسمية الوزراء.
وعلى الرغم من كل هذه المشاورات والكلام، فلم يتلمّس الشعب الأمل، بهذه السلطة.
هذه الفاجعة، هي من حرّكة عجلة تأليف الحكومة، فبدأت السلطة الحاكمة تشعر بسخونة الوضع الّذي ربما قد خرج عن السيطرة.
كيف ستكون هذه الحكومة؟
حكومة لم تولد بعد، ولكن بمجرّد الإعلان عن تكليف الرئيس نجيب ميقاتي. بدأت معها جملة من الإحتمالات، كيف ستكون هذه الحكومة؟
من أهم هذه الإحتمالات:
أولاً- هل ستكون حكومة تكنو سياسية؟
ثانياً- هل ستكون حكومة تكنو سياسية مع إعطاء المجتمع المدني حصّة في الحكومة؟
ثالثاً- هل ستكون حكومة تكنوقراط؟
ورابعاً- هل سوف تتشكّل الحكومة أم لا؟
كل هذه الإحتمالات كانت في أذهاننا، ولكن يبقى الإحتمال الرابع هو الإحتمال الأكثر تداولاً. فالكثير منّا وصل لمرحلة الإقتناع بعدم وجود حكومة.
ولكن، بعد حصول الفاجعة في عكار، قُلِبَتْ الطاولة رأساً على عَقِبْ. فعادة المشاورات بوتيرة أسرع من أجل تشكيل حكومة. وعلى حدّ قول السلطة الحاكمة، أنّها ستكون حكومة إنقاذ.
ولكن، في حال تشكّلت هذه الحكومة، كيف ستكون؟ هذا ما يخشاه الشعب اللبناني.
فالبعض من الشعب يخشى أن تكون حكومة كسابقاتها. والبعض الآخر يراها حكومة عهد لم يستطع أن يوفّر كل مقوّمات الحياة الّتي هي حق لكل مواطن لبناني، أي يخشى أن تكون حكومة محكومة.
وعلى الرغم من كل هذه الإحتمالات، نبقى في حالة خوفٍ وإرباكٍ من القادم. خشيت ما تحمله الأيام القادمة من أزمات أخرى.
المصدر: سكوبات عالمية- نوال العبدالله