زادت صورة التفجير في بلدة التليل في عكار بالأمس من سوداوية المشهد السياسي والأمني الداخلي، وذلك بعد يوم من الفوضى العارمة في أكثر من منطقة لبنانية، وإقفال طرقات كثيرة في مناطق متعدّدة، جراء تخبّط السلطة في الملفات الشائكة التي تواجهها، والتي تأتي بالتوازي مع قهر الناس وذلّهم وتحويلهم إلى طوابير تسعى وراء هذه السلعة وتلك، من دون أي نتيجة، لا سيما لجهة السلع الإستهلاكية كالخبز والمحروقات على اختلافها.
وعلى رغم هذا الجو الضاغط، فإن معلومات تحدّثت عن استقرار العِقَد التي تواجه التشكيلة الحكومية، إلا أن رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، وخلال إطلالته التلفزيونية مساء أمس، بدا متفائلاً في إمكانية التأليف، مؤكداً أن التواصل مع رئيس الجمهورية قائم وأنه سيلتقيه اليوم من أجل استكمال بعض النقاط الأساسية من أجل حسم الموقف، لا سيما، أضاف ميقاتي، أن لا أحد يملك ترف الوقت، وأن أياماً تفصله عن اتخاذ قراره النهائي في حال لم تصل الأمور إلى نهاياتها السعيدة.
ومن هنا، تابعت المعلومات، فإن المشهد الحكومي تبدّل بالكامل في الساعات أل48 الماضية، وذلك على خلفية المشهد المتفجرّ في عكار والذي امتدّ إلى غالبية المناطق من خلال إقفال بعض الطرقات والإحتجاجات في الشارع، وصولاً إلى مطالبة بعض القيادات السنّية الرئيس المكلّف للإعتذار عن التشكيل، وذلك كردّة فعل على التفجير الذي وقع في عكار وأودى بحياة العشرات وجرح المئات.
وكشفت هذه المعلومات، أن الإعلان عن لقاء الرئيسين ميشال عون وميقاتي، اليوم يعني من الناحية العملية، أن التفاهم على توزيع الحقائب على الطوائف من دون المساس بتوزيع الحقائب السيادية سيبقى على حاله السابقة، وسيتم الإنتقال إلى مرحلة تحديد الأسماء المرشّحة للدخول إلى الحكومة. ومن هنا، يأتي الحذر من عودة التباينات ما بين طرفي التشكيل، خصوصاً في ضوء الحرب الإعلامية الدائرة ما بين تيار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” بعد انفجار التليل، والهجوم العنيف الذي أطلقه الرئيس سعد الحريري على رئيس الجمهورية.
وإذ أشارت المعلومات، إلى أن تداعيات هذا الإنفجار ستحضر بقوة في اللقاء المرتقب في قصر بعبدا اليوم، لا سيما وأن ما بعد انفجار التليل لن يكون كما قبله، أكدت أن دخول باريس في اليومين الأخيرين بقوة على خط الإتصالات لتهيئة الظروف أمام الإسراع بتشكيل الحكومة، قد أتى بعدما أدرك المجتمع الدولي أن عدم تدخّله سيأخذ لبنان إلى الإنفجار الشامل، والذي بانت مؤشّراته في الساعات القليلة الماضية، مما سيرسم مشهداً سياسياً جديداً ستتبلور خلاله التوجّهات النهائية، ومدى تأثير الدور الفرنسي، خصوصاً وأن إشارات بدأت تتوالى من قبل أطراف سياسية وحزبية، تعلن أنها لن تشارك في الحكومة، ولكنها تطرح مرشحين من قبلها لتولّي حقائب معيّنة، وهو ما قد يرفع من منسوب التعقيدات في المرحلة المقبلة.
المصدر : ليبانون ديبايت” – فادي عيد