كتبت نوال العبدالله في سكوبات عالمية:
حتّى الكلام لا يريد الخروج من أفواهنا، أمام هذه الفاجعة الّتي حلّت على عكار. هي ليست فقط فاجعة إنما نكبة.
عكار اليوم تحتضر، فكانت في السابق تنزف.
عكار اليوم بحاجة لجرعة أمل.
عكار اليوم تعيش مأساة كبيرة.
عكار اليوم بحاجة لسند و دعم.
عكار اليوم تحتاج للإنعاش.
ماذا حلّ في الأمس؟
في الأمس، صادرت قيادة الجيش كميات كبيرة من البنزين. فأعطت جزءاً من هذه الكمية إلى الناس، وبينما تجمهر الناس لملئ غالوناتهم بالبنزين، يأتي صاحب الخزانات و يطلب من عامل سوري لديه أن يشعل الصهريج بالولاعة، ولكن الولاعة سقطت منه عن طريق الخطأ، فما كان من صاحب الخزانات إلا و أطلق النار على الصهريج فحدث ما ليس في الحسبان. وقعت الفاجعة، فراح ضحيت الإنفجار عشرات الجرحى و الشهداء.
أنت أيّها الحقير، يا صاحب الخزانات، هل تعتبر نفسك إنسان؟ فوالله لم أرَ إنسان بنذالتك، فأنت لا تملك الرحمة. أين ذهبت الإنسانية والرحمة؟ من أجل ماذا تخليت عنها؟
والأحقر منك ذلك العامل السوري الّذي إستجاب لطلبك فلو لم تقع الولاعة من يده عن طريق الخطأ، لكان هو من سبب الإنفجار.
لا يوجد كلمات تصفكم سوى أنّ الإنسان لا يفعل ذلك. لايوجد كلمات تصفكم، ولا حتّى عبارات. فالكلام توقّف أمام مشاهد الموتى الّذين تفحّمت أجسادهم.
لم تعد الكلمات تخرج من الحناجر. فكانت الدموع كافية لتقول ما لم يستطع فمنا النطق به.
اليوم يجب أن تعلّق المشانق لصاحب خزانات البنزبن و العامل السوري.
وأيضاً اليوم، هناك من يجب أن يتحمّل المسؤولية من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزراء ونواب، وحتّى حاكم مصرف لبنان.
الجميع عليه أن يدفع ثمن الضحايا الّذين سقطوا في الإنفجار.
أنتم السبب، أنتم المجرمون، أنتم من قضيتم على أبناء عكار، ويجب محاسبتكم.
تباً لكم ولقراراتكم.
تباً لكم ولفسادكم.
المصدر سكوبات عالمية – نوال العبدالله