هناك من يقول ان ما وصل اليه لبنان في الاشهر الماضية في كفة، وما سيصل اليه بعد رفع الدعم عن المحروقات في كفة اخرى. حجم وسرعة الانهيار بعد قرار مصرف لبنان امس سيكون مختلفاً، لكن من غير الواقعي ان يستمر الواقع المنهار الى ما لا نهاية. يعتبر مطلعون ان الانتخابات النيابية هي الحد الفاصل للانهيار، وانها ستتحكم بمساره ومدى استمراره.
لعل تخيل حجم الكارثة التي تقترب من اللبنانيين بعد رفع الدعم كفيل بإيصالنا الى استنتاج يقول ان حصول الانتخابات النيابية بات مهددا بحد ذاته، وهذا يعني ان من يريد اجراء الانتخابات النيابية, عليه ان يهيء لها ظروفها، والمقصود هنا طبعا ليس القوى السياسية.
بالنظر الى اقاليم المنطقة ككل، يمكن ملاحظة انه وبالتوازي مع المفاوضات الحاصلة في غير مكان، من بغداد الى فيينا، مرورا بعُمان ودمشق، تزداد سخونة الساحات، كأن المنطقة في اجواء حرب لا في مناخات تسوية، وهذا ما يفسره البعض بأنه التفاوض تحت ضغط النار، اي انه الكباش الاخير لتحسين شروط من هنا او هناك.