كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
فقدان حزب الله سلاحه يعني ضياع ورقة لبنان من طهران
لم تعد الأمور في البلد، كما كانت قبل انفجار 4 آب… ولم تعد هيمنة “حزب الله” وقدرته على الاستثمار في البيئات الطائفية الأخرى، خصوصاً المسيحية، كما كانت في السابق، إذ إنّ اموراً كثيرة تغيرّت خلال السنوات الاخيرة، بدءاً من انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، وصولاً الى الانفجار المروّع في بيروت.
قبل ذلك، كان “الحزب” قد وصل إلى ذروة قوته بالدعم الإيراني وكقوة مستقلة عن الدولة بالبنى والمؤسسات والسلاح، لكنه اليوم خسر معظم رصيده، إذ إنّ الأيديولوجيا التي انطلق منها باسم المقاومة تحوّلت الى سلاح خارج المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، بعدما سارت الأمور في لبنان نحو تكريس هيمنة شيعية على غرار الهيمنة المارونية قبل الحرب الأهلية في العام 1975، لكنها هيمنة تستند الى فائض قوة السلاح والإمساك بالمؤسسات.
سياسة التخوين
لا بل الاخطر من كل ذلك سياسته التخوينية، وإستثمار جمهوره للهجوم على كل المعارضين او المختلفين معهم بالرأي، ومرة جديدة طاولت سهامه البطريرك الماروني مار بشارة الراعي الذي طالب الجيش اللبناني بفرض سيادته على كافة الاراضي اللبنانية ومنع اطلاق الصواريخ العبثية التي تدخلنا في اتون حروب لا تحمد عقباه، وانزلق انصار الحزب الى اتهامه برعاية العملاء لإسرائيل، وشنوا عليه حملة شعواء في مواقع التواصل الاجتماعي.
“اعلان الحياد”
وبحسب المراقبين، فإنّ وقوف حزب الله في وجه الراعي يرجع إلى خوفه من الدعوات التي اطلقها الاخير لإنعقاد مؤتمر”اعلان الحياد”، لا سيما انه زادها زخماً في قداس الذكرى السنوية لضحايا انفجار المرفأ باتجاه تطبيق القرارات الدولية السابقة المرتبطة بسلاحه الذي لم يطبقها حتى الآن.
ويرى المراقبون أنّ فقدان حزب الله سلاحه يعني ضياع ورقة لبنان من طهران، ما يجعل موقف الحزب عدوانياً تجاه الراعي، إذ يكمن الشيطان الفارسي في التفاصيل.
استهداف المسيحيين
سبق لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون انّ ضرب بمشاركة “حزب الله” كل مبادئ التوافق الطائفي الذي يُرفع لواؤه في لبنان، بين حين وآخر، عندما جرى تشكيل حكومة برئاسة حسّان دياب.
ولا جديد في هذا النهج الذي يسلكه عون، فهو باسم مصلحة المسيحيين، يخوض بالفراغ الحكومي تسعة اشهر مع سعد الحريري و”الحبل عالجرّار” مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي يحميه حزب الله” نفسه، في أقوى معاركه السياسية بما فيها معركة وصول صهره النائب جبران باسيل إلى رئاسة الجمهورية.