كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
تجاوز لبنان الخطوط الحمر، ولو إلى حين. فالرد اتى على الغارات الاسرائيلة في الجنوب اللبناني، من خلال اطلاق حزب الله عشرات الصواريخ على مزارع شبعا المحتلة، وبالشكل الدقيق الذي نفّذت فيه، سحب فتيل مواجهة شاملة لا أحد يريدها.
وانّ دقة العملية ليست في التنفيذ، بقدر ما هي في التكتيك، الذي جعل الكل رابحاً في تجنّب تدحرج التوتر عبر الحدود اللبنانية – الفلسطينية إلى حرب.
في السياق، حزب الله انّ إنجر الى حرب فهو سيوجه كل حرابه وأمواله وكل جهد سيخسرونه في معارك جانبية ليتحول ربحاً مضاعفاً ومقدساً في هذه المعركة المفتوحة مع هذا العدو الواضح الذي لا يختلف على عدوانه اثنان، ليتوقف صوت المعارك كلها في اليمن وسوريا والعراق وليبيا فلا صوت يعلو فوق صوت البندقية التي توجه نحو الاحتلال وبالتحديد من الحدود الشمالية.
انطلاقاً من هنا، فضّلت إسرائيل التظاهر بأنّ ما حدث كان مجرد حادث عابر مع ما يعنيه ذلك من إضعاف لموقف الحكومة اللبنانية في تعاطيها مع المجتمع الدولي. هذا المجتمع الذي بدأ يطرح جدّيا أسئلة من نوع هل لبنان دولة بكل معنى الكلمة تمارس سيادتها على كل متر مربّع من أرضها أم لا؟ أين موقع لبنان في ظل الحسابات الإيرانية والحسابات الإسرائيلية؟
في المحصلة، إنّ المواجهة الحقيقية مع العدو الصهيوني تتطلب أولاً من يتخذ من مواجهة إسرائيل مبرراً لتكوين قوة طفيلية تضعف الوطن الأم لبنان، ومن يحوِّل المواجهة مع إسرائيل إلى مجرد مناوشات محدودة تستهدف إضفاء شرعية على خلق كيان طفيلي موازٍ للدولة اللبنانية.
وبالتالي المواجهة الحقيقية مع العدو الصهيوني تتطلب تعاملاً سياسياً واعياً لا يعطي لإسرائيل فرصة لأن تستغل مناوشات هذه القوة الطفيلية لتصور للعالم بأنها كيان يتعرض للإرهاب بشكل مستمر.
شادي هيلانة