جاء في “المركزية”:
يريد الرأي العام المحلي والعالمي، الرهانَ على تغيير ايجابي سيطرأ على اداء المنظومة السياسية بعد مجريات يوم 4 آب 2021، الميدانية و”الدولية”، الا أنهما يدركان في قرارة نفسيهما ان هذا الرهان سيخيب وان توقّع صحوة ضمير ممّن أثبتوا عند كل استحقاق، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، أن ضمائرهم ميتة، ضربٌ من “الغباء”.
العواصم الكبرى كلّها التفّت حول لبنان الشعب والجيش عبر مؤتمر افتراضي امس. وعلى مسامع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أكّد رؤساؤها الذين قرّعوا للطبقة الحاكمة اللبنانية مهدّدين اياها بالعقوبات، ان تأليف حكومة اصلاحية يبقى المفتاح الوحيد للإنقاذ والمساعدات الدولية. الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، صاحب الدعوة الى المؤتمر قال “الازمة التي يعيشها لبنان ليست فقط مصيراً حتميا انما ثمرة فشل جماعي ونتيجة كل الاخطاء التي حصلت ضد المصلحة العامة وكل الطبقة السياسية زادت من تفاقم هذه الازمة حين وضعت مصالحها الشخصية قبل مصالح الشعب اللبناني. وتابع “فرنسا تحمّلت مسؤوليتها كونها صديق وافعالها بدأت منذ مؤتمر سيدر ولكننا جمدنا مساعداتنا مقابل اصلاحات وحوكمة ولكنها لم تتم هذه الاصلاحات ولم يتم الايفاء بأي التزام ولكن لبنان يستحق افضل من ذلك. وشدد على ان “لبنان يحتاج ان يعيش اكثر من نتيجة التضامن الدولي انما يحتاج الى تشكيل حكومة مهمة والقيام بتدابير ملحة وتحديد خارطة طريق وهذا سيسمح بدعم لبنان اكثر والمؤتمر اليوم هو مؤتمر لدعم الشعب اللبناني”. وحول العقوبات، قال: تمكّنا من اتخاذ تدابير صارمة ضد الشخصيات المتورطة بالفساد وخلقنا نظام عقوبات خاص بلبنان ولذلك لا يجب أن يشك الرؤساء اللبنانيون بنياتنا، جازما الا شيكات على بياض بعد اليوم للمنظومة.
في المؤتمر الدولي ايضا، كانت كلمة لمساعد امين سر العلاقات بين الدول في الفاتيكان المونسنيور ميروسلاف واشوفسكي، الذي شدد على ان “لا يمكن تركه تحت رحمة من يهتمون بمصالحهم، فهو اكثر من بلد، انه رسالة اخوة وسلام في الشرق الأوسط، ويجب تعاون الجميع داخل البلد وخارجه لبقائه واستمراره برسالته”.
صفعة اميركية ايضا تلقتها المنظومة. فقد قال الناطق باسم الخارجية الاميركية “على قادة لبنان أن يدعموا ومن دون أي تأخير تشكيل حكومة جديدة تتمتع بالصلاحيات لتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها”. وذكر المتحدث ببيان وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن الصارخ والمباشر بشأن “الفشل الجماعي من جانب أولئك الذين يسمون أنفسهم قادة المجتمع اللبناني”. وقال “إن القائد الحقيقي يجب أن يكون في موقع ويرى الحاجة إلى إظهار ليونة وحس القيادة عبر وضع مصالح الشعب أولاً”. أضاف “لم نر مسؤولين لبنانيين يقومون بذلك على مدى عام حيث لا وجود لحكومة. حان الوقت حتى يتغير هذا الأمر وحان الوقت للمسؤولين اللبنانيين للقيام بالشيء الصحيح”. وكشف أن الولايات المتحدة تتطلع إلى عدة أدوات في حوزتها من أجل مساعدة الشعب اللبناني مثل المساعدات الإنسانية واستخدام قوة الصوت الأميركي لدعوة القادة اللبنانيين لعمل الشيء الصحيح. واستطرد “لكن بالتأكيد هناك وسائل أخرى من أجل محاسبة المسؤولين عن الوضع”. وقال “إن بعض أقرب حلفائنا استخدموا العقوبات والعقوبات أداة متوفرة لنا كذلك”.
هذا خارجيا. أما في بيروت، فمحكمة الشعب قالت كلمتها امس. المشاركة الحاشدة في ذكرى انفجار المرفأ، شكّلت ادانة لأهل السلطة كلّهم، من اعلى الهرم الى اسفله، ومؤشرا جديدا الى نبض الناس الرافض لهؤلاء والغاضب منهم، وقد حمّل اللبنانيون الذين نزلوا بالآلاف الى العاصمة، رافعين العلم اللبناني فقط، المنظومةَ مسؤولية جريمة العصر، ومعها مسؤولية نهب المال العام وايصال البلاد واقتصادها وخزينتها واوضاعها المعيشية و”السيادية”، الى هذا الدرك من التردي، متوعّدين اركانها بالاقتصاص منهم.
بحسب المصادر، الخلطة الشعبية – الدولية هذه، يجب ان تشكّل جرس انذار يوقظ اهل الحكم من غيبوبتهم. فأمامهم فرصة اخيرة يجب ان يحسنوا اقتناصها، فيسرعون الى تشكيل حكومة انقاذ واصلاحات، بعيدا من المحاصصات والمناكفات والصراع على الحقائب تحت شعار الحقوق والصلاحيات… والا فإن عصا العقاب الشعبي والدولي، ستنزل على رؤوسهم قريبا وقريبا جدا. فهل تستفيق السلطة؟ ما سيخرج عن اللقاء الخامس بين عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي عصر اليوم، قد يحمل الجواب، تختم المصادر.