تعاطى حزب الله مع حادثة اغتيال الشاب علي شبلي اثناء حضوره حفل زفاف قريب له، بصورة تقليدية، اي ان الحزب لم يخرج من اسلوب تعامله السابق مع احداث مماثلة، مع فارق انه أعلن الشاب شهيدا في بيان رسمي، اي انه تبناه عمليا.
منذ نحو عام يحاول الحزب تجنب اي اشكال في خلدة، فقد اجبر شبلي على عدم العودة الى منزله في المنطقة وطلب منه البقاء في الجنوب تجنبا لمزيد من الاشكالات، حتى ان “سنتر شبلي” بقي مغلقاً بعد احتراقه.
ينظر الحزب للاشتباكات الداخلية بحساسية عالية، وبارتياب، يرى انها فخّ للاستنزاف، فيلجأ الى تجنبها مهما كانت الاثمان، وهذا ما حصل مع الاشكال الذي حصل مع شبلي قبل عام، وهكذا تعاطى الحزب ايضاً مع عملية اغتياله: بيان استنكار ودعوة للدولة لتقوم بدورها.
يتعاطى الحزب بهذه الطريقة مع معظم الاحداث المماثلة، كما انه تجنب منذ زمن اي اشكال بسبب القطع المستمر لطريق الجنوب، بالرغم من حساسية الموضوع، حتى جاء كلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي ألمح فيه الى فتح الطريق بالقوة، الامر الذي شكل مفاجأة لمن يتابع سلوك الحزب عادة.
لكن ما حصل بالامس، بعد اطلاق النار على موكب التشييع، دفع الحزب الى مقاربة مختلفة، مع وضع اولويات مرتبطة بعدم الانجرار الى اشكال امني كبير، اذ ان الحزب اليوم ينظر الى حادثة خلدة بإعتبارها مرتبطة بأمن الطريق الساحلي، وبالتالي فإن التساهل بالتعاطي معها سيؤدي الى تكرارها، وهذا امر غير مسموح في ظل التحديات المقبلة المرتبطة بالامن المعيشي.
من يسمع تصريحات النائب حسن فضل الله بالامس يستنتج ان الحزب تقصد إلزام نفسه بمواقف تصعيدية عبر كل القنوات التلفزيونية، كما لوحظ ايضا حجم التصعيد الكلامي على لسان فضل الله. من الواضح ان الحزب يريد حسم الاشكال الذي حصل، اما عبر الجيش اللبناني او عبر مقاتليه مباشرة لكن في توقيته هو.
يربط الحزب بين ما حصل امس، وبين معلومات عن مساعي جدية تحصل من اجل القيام بتصعيد ميداني في ذكرى الرابع من اب عبر قطع طريق الجنوب والذهاب بإتجاه عملية توتير منظمة.
ويضيف المصدر” ان ما سيقوم به الجيش والاجهزة الامنية سيشكل نقطة فاصلة في تحديد مسار التوتر الحاصل في خلدة في المرحلة المقبلة، وما ستؤول اليه الامور وموقف حزب الله منها.