أثارت تغريدة لوليد جنبلاط فيضا من التساؤلات حول تفاقم الوضع في لبنان.
معروف عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط “قدريته”. كثيراً ما سُئل في اطلالات اعلامية اذا ما كان يخاف على مصيره، وكان يجيب بأنه يترك الأمور للقدر.
لكن القدرية لدى جنبلاط لم تمنعه من تحذير دعاة “التحريض والكراهية” الذين قصدهم بتغريدةٍ اليوم قال فيها ما معناه: “يبدو أنه لم يعد هناك أي حدود لدعوات الكراهية لدى بعض وسائل الإعلام، ولدعوات بالقتل ضد مجموعات معينة. بناءً عليه فإن حدث أي اعتداء لي أو لأحد أفراد عائلتي، فأنا أعرف مسبقًا مع من التعامل ومن أتهم. رسالة مفتوحة. وليد جنبلاط”.
حرص جنبلاط أن يغرّد بالفرنسية، مخاطباً المقصود باللغة التي كتب بها، وقد علم موقع mtv انه قصد مقالا نُشر في صحيفة “لوريون لو جور” الناطقة بالفرنسية، وهو بعنوان Lettre ouverte aux criminels libanais.
قارئ المقال سيلاحظ أنه لم يأت على ذكر جنبلاط أو يسميه بالاسم، انما التوجه كان للسياسيين بشكل عام ولكل الطبقة السياسية. وقد تضمن المقال صورة تحمل تحريضاً مباشراً على قتل السياسيين.
ولدى السؤال عن سبب الرد من جنبلاط من دون غيره، يأتي الجواب من مقربين بالقول: “من غير المقبول تكريس فكرة التحريض على قتل السياسيين وترك الأمور تمرّ مرور الكرام، كما من غير المسموح ترك التحريض يأخذ مداه بهذا الأسلوب اللاانساني، ثم كيف يحق لأحد أن يعمّم التهم بما خص انفجار المرفأ ويصدر الأحكام بنفسه بطريقة شعبوية خطيرة. هذا الأسلوب مدان ومرفوض”.
ويذكر المقربون من جنبلاط انه “لا هو ولا أي شخصية من الحزب التقدمي الإشتراكي ولا مقربة منه لها علاقة بانفجار مرفأ بيروت لا من قريب ولا من بعيد، فكيف يحق لمن كتب المقال، كما لغيره من بعض وسائل الإعلام إطلاق التهم والأحكام والتحريض بشكل تعميمي مقيت؟!”.
المتابع لجنبلاط يعي حساسيته تجاه التعميم الذي يشهده لبنان في السنتين الماضيتين، ورفضه في أكثر من مناسبة لشعار “كلن يعني كلن”، معتبرا ان الشعار الصحيح يجب ان يكون “كلن يعني كلن تحت سقف المحاسبة”، ومَن تثبت ادانته فليحاسب، معلنا أكثر من مرة انه تحت القانون.
فأي رسالة حاول جنبلاط توجيهها في تغريدته، لا سيما في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان؟ وهل هناك فعلاً جهات محددة تبث هذه الأجواء التحريضية باستمرار لغايات معينة؟
ربما هؤلاء مَن قصدهم جنبلاط لا المقال بحدّ ذاته…
وفي وقت لاحق لما سبق ذكره وبعدما كانت جريدة “لوريون لو جور” الصادرة في بيروت والناطقة باللغة الفرنسية قد نشرت مقالاً يحرّض على قتل السياسيين، مرفقا بصورة تحريضية تشير الى أن “قتل السياسيين ليس بجريمة”، وبعد تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الحاسمة في تحميل المسؤولية على هذا التحريض، قامت الصحيفة بحذف الصورة من المقال المذكور على موقعها الإلكتروني.
الا ان النسخة الورقية المطبوعة تتضمن المقال الى جانب الصورة، حيث لا يمكن للصحيفة حذف النسخ الموجودة في الأسواق والشاهدة على هذا التحريض.
المقال قبل حذف الصورة: