بعد اللقاءَين اللّذين عقدهما الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي مع رئيس الجمهورية، ميشال عون، في أقل من 24 ساعة، والمواقف الإيجابية التي نقلها عنه، هل يمكن القول إنّ قطار التشكيل انطلق، خاصةً وأنّ ميقاتي في لقائه الثاني سلّم عون مسودة تشكيلته الأولى للاطّلاع عليها ومناقشتها معه في لقاء آخر؟
السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي تبدّل لتسير الأمور بهذه الإيجابية، على عكس ما كانت عليه الأمور مع الرئيس سعد الحريري الذي أمضى تسعة أشهر ولم ينتزع من عون أي موقف إيجابي، وعلى عكس ما هي الحال مع ميقاتي. فهل صحّت المعلومات التي كانت تتحدث دائماً عن أنّ عون كان لا يريد التعاون مع الحريري حتى دفعه إلى الاعتذار؟
مصادر سياسية مواكبة أوضحت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أنّ الأمور تبدلت، متوقعة تشكيل الحكومة أواخر هذا الأسبوع، أو يومَي الإثنين والثلاثاء المقبلَين على أبعد تقدير، وأن عجلة التأليف تسير على نار حامية إذا لم يطرأ ما يفرمل هذه الاندفاعة للرئيس المكلّف، أو أن يحاول فريق العهد الدخول على خط توزيع الحقائب السيادية كما يراها ميقاتي، فعندها تدخل عملية التشكيل في لعبة شد الحبال بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، ما قد يطيل عملية التأليف.
لكن المصادر أعادت التأكيد على أنّ الأمور تتجه إلى الانفراج والحلحلة، وأنّ تشكيل الحكومة بات على قاب قوسين وأدنى.
إلّا أنّ مصادر مراقِبة تحدّثت في المقابل عن عقدة كبيرة تعترض عملية التأليف، وربما تعيق مهمة ميقاتي إذا ما لم يتم تذليلها وتتمثل بحقيبة الداخلية، والتي أوكلها ميقاتي في مسودّته للطائفة السنّية التي يريدها الرئيس عون أن تكون من حصته. وهنا يكمن شيطان التفاصيل الأكبر، محذّرةً من الإفراط في التفاؤل إذا ما تمت مقاربة الأمور من هذه الزاوية.
عضو كتلة الوسط المستقل، النائب علي درويش، تحدّث عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية عن قرارٍ لتسريع عملية تشكيل الحكومة، كاشفاً أن الزيارتين اللّتين قام بهما الرئيس المكلّف إلى القصر الجمهوري تؤكّدان على ذلك، مشيراً إلى أنّ الرئيس المكلّف لم يقف على رأي الكتل بموضوع الأسماء التي حملها إلى عون لأنّ الكتل النيابية التي التقاها أول من أمس أبلغته تمنيّاتها بتشكيل الحكومة، ولم تشترط عليه أسماءً معيّنة، وهو يعمل من وحي ما سمعه منهم لأنّه لا توجد شروط مسبقة، متوقعاً تشكيل الحكومة في غضون أسبوع، “إذا سارت (الأمور) كما نرغب”.
من جهتها، أشارت مصادر “المستقبل” عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ، “ميقاتي لم يسأل عن الأسماء، فهو بالنسبة لنا، كتيّار، يعرف البير وغطاه، ويعرف من هم الذين يمثّلون السنّة”، ولم تتوقع حدوث أي تغيير، لافتةً إلى أنّ، “التنسيق قائمٌ بين الرئيس المكلّف والحريري في كافة الأمور، ولا مشكلة لدينا في الأسماء”.
أوساط كتلة التنمية والتحرير أعربت للأنباء الإلكترونية عن ارتياحها لتطوّر الأمور، مضيفة: “صحيح أنّ ميقاتي لم يستشرنا بالأسماء، لكن بمجرد حديثه عن وزارة المال للشيعة هذا يكفي”.
بدوره، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب وهبي قاطيشا، عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ السلطة الحاكمة أدركت مؤخراً ضرورة إنقاذ العهد، لذلك تقوم بعملية ماكياج للعهد، واصفاً المعطيات بالصعبة لأنّ تشكيلها قد يستغرق وقتاً، وبعدها ستنشغل بإعداد البيان الوزاري ثم تذهب الى التصويت على الثقة، ونكون قد دخلنا في معمعة الانتخابات، ولن تتمكّن من التفاوض مع صندوق النقد لأنّه سيقول لميقاتي، “حكومتك ستشرف على الانتخابات، وبعدها ستتشكّل غيرها، فكيف يمكننا أن نفاوضك؟”
المصدر : الأنباء الالكترونية