بدو ان تراجع حدة الخطاب السياسي المرتبط حصرا بعملية تشكيل الحكومة وشروط القوى السياسية والشروط المضادة التي سيطرت على المرحلة الماضية، يعود الى سبب اساسي، هو أن معظم الاحزاب بدأت تحضيراتها للانتخابات النيابية.
وبالتالي، فإن خوض هذه الانتخابات والحفاظ على حد ادنى من النتائج الجيدة فيها يستدعي من دون ادنى شك فرملة الانهيار المالي والاقتصادي، وهذا لا يتم الا من خلال تشكيل حكومة تتمتع بغطاء اقليمي ودولي بشكل سريع.
من هنا، تعمل القوى السياسية على التعايش مع فكرة تقديم تنازلات حكومية، فالرئيس سعد الحريري قدم التنازل الاكبر من خلال إعتذاره عن عدم التشكيل، ومن الواضح ان التيار الوطني الحر هو الطرف الثاني الاكثر تنازلا من خلال اعلان رغبته البقاء في المعارضة وسحب خطابه الحاد المرتبط بالميثاقية والصلاحيات.والمفارقة ان المستقبل، والوطني الحر قررا القيام بدور المعارضة في الاشهر المقبلة قبل الانتخابات.
في المقابل يعمل “حزب الله” بشكل واضح على تسهيل التشكيل، وبدا ذلك من خلال لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين، الذين ابلغهم انه سيساهم في تذليل العقبات، خصوصا ان الحزب مهتم بوقف حالة الانهيار الحادة لاراحة بيئته الشعبية قبل الاستحقاق النيابي وهذا بطبيعة الحال ينطبق على حركة” امل”، التي بدات العمل على تزييت ماكيناتها الانتخابية.
بدوره سبق الحزب التقدمي الاشتراكي الجميع في التفكير بالانتخابات، ودعا الى تشكيل حكومة قبل اشهر، لا بل بدأ عملية اعادة تموضع سياسية بالتقارب مع التيار الوطني الحر، التي قد تكون احدى اهم اهدافها ايجاد حلول لمنع اي اختراق في دوائر الشوف وعاليه…
هكذا بدأت القوى السياسية استعداداتها اللوجستية والاعلامية لخوض الاستحقاق النيابي المقبل، مدعومة بشكل جدي من بعض الدول الاقليمية التي اعطتها دفعا ودعما سياسيا واضحا منذ انفجار الرابع من اب حتى اليوم وذلك عبر المبادرات والمساعي والمؤتمرات…
المصدر : لبنان24 – علي منتش