كشفت أوساط سياسية قريبة من قصر بعبدا، عن مناخات إيجابية تحيط بالمسار الحكومي وتتم المراكمة عليها انطلاقاً من جملة تحولات وتغييرات سُجلت وتشير إلى أن النهج المتّبع اليوم من قبل الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي قد اختلف، وقد بات هذا الأمر جلياً من خلال مؤشرات أربعة:
أولاً إن رئيس الجمهورية ميشال عون وبالنسبة للرئيس ميقاتي، هو شريك كامل، فالنص الدستوري سما ويسمو كل أي اعتبارعند الرئيس ميقاتي، الذي يؤكد أن الرئيس عون هو شريكي الدستوري الكامل في صناعة الحكومة.
ثانياً: إن ما تمّ الإنقلاب عليه أيضاً، هوالنهج السابق الذي سقط، أي أن الرئيس ميقاتي لن يأتي بحكومة ويقدّمها إلى رئيس الجمهورية ويقول له “هذه حكومتي take it or leave it”،
وبالتالي، فإن هذا النهج قد سقط، لا أكثر ولا أقلّ، والحكومة ستتألف بين الرئيس عون والرئيس المكلّف وفقاً للنص الدستوري.
ثالثاً: الرغبة بتشكيل الحكومة سريعاً، وذلك ليس فقط بسبب أهمية إنجازها قبل الرابع من آب، والذي يعنينا جميعاً كذكرى، بل لأن أهالي ضحايا انفجار المرفأ، يرغبون بالعدالة وبمعرفة الحقيقة وبتشكيل الحكومة التي ستخفّف من معاناتهم، وستمسك بملفات أساسية تتعلّق مثلاً بالحصانات وغيرها.
رابعاً: إن التركيز على تاريخ 4 آب يرتبط أيضاً بالإجتماع الإفتراضي الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمساعدة لبنان، ومن الأفضل أن تواكبه الحكومة.
وبحسب الأوساط نفسها، فإن ما من تسرّع أو تهوّر في هذه العملية، وما تحقّق حتى الساعة هو التخلّي عن النهج الذي اتّبعه الرئيس سعد الحريري وهذا أساسي، كذلك، هناك ليونة في المواقف، ورئيس الجمهورية لا يطلب المستحيل وهو سينظر إلى كل إسم في التشكيلة الحكومية، عملاً بصلاحياته، فهو رئيس كل لبنان والرئيس ميقاتي متفهّم لذلك، ليس أكثر ولا أقلّ، فالرئيس ميقاتي قدّم تصوراً من 24 وزيراً، ويتضمّن توزيعاً للحقائب السيادية الأساسية والخدماتية مناصفة، وبحسب الإختصاص والجدارة والمعرفة.
وأكدت أن الحقائب لم تتوزّع، وفي هذا المجال، لم يتم الدخول في التفاصيل، وهي مهمة بالنسبة لبعض الوزارات كالعدل والداخلية وغيرها، مشيرة إلى أن الرئيس ميقاتي أبدى تجاوباً مع ما أبداه الرئيس عون في حديثه الأخير حول “تدوير الزوايا”، لأن الرئيس ميقاتي بالطبع يدوّر الزوايا، وهذا ذكاء منه. وأشارت الأوساط إلى أن الرئيس ميقاتي قال أنه يحمل ضمانات خارجية لمساعدة لبنان، وهي فرنسية تحديداً، إضافة إلى تفهّم أميركي، ولذلك، سوف يُعطى الحظ، وسيحصل تراكم على الإيجابيات، وليست هناك “لا سمح الله” أي نية أو رغبة في تفشيل الحكومة التي نحن بأمسّ الحاجة إليها، لأنها حكومة إنقاذ في ظل أوضاع أصبحت كثيرة التعقيد والقساوة على المواطنين جميعاً ونحن منهم.