لا التفاؤل المفرط مستحب ولا التشاؤم المطلق يعكس واقع الحال، والصحيح ان مشوار التأليف الحكومي انطلق سريعا بخطوات مدروسة، فيما يبقى الحذر واجبا حتى اللحظة الاخيرة.
فالرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، الذي اجرى جولة مشاورات غير ملزمة مع النواب والكتل في مقر مجلس النواب، صعد فور انتهاء المشاورات للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، ويعاود زيارته بعد ظهر اليوم.
وفي اليوم الاول حمل الرئيس ميقاتي تصورا اوليا لخارطة الحكومة العتيدة، شكلا وعددا ومهاما، ناقشه مع رئيس الجمهورية في اجواء ايجابية للغاية، عكست رغبة في التعاون والتنسيق، على أن تكون اللقاءات التالية المحك الفعلي في الذهاب نحو الحل المنشود او العودة مجددا الى التعقيد.
وفور عودته من لقاء رئيس الجمهورية، عبّر الرئيس المكلف عن ارتياحه الى اجواء الاجتماع “الذي ابدى خلاله عون ايجابية في النقاش، مع التشديد على بعض المسائل المبدئية التي يتمسك بها”.
واذ اشار الى “ان النقاش التفصيلي في التركيبة الحكومية وفق التصور الذي اعده سيبدأ اليوم”، حرص الرئيس المكلف على التأكيد “ان البحث لم يتناول على الاطلاق اسماء او حقائب محددة”.
وفي هذا السياق تطرح علامات استفهام حول دور “الغامض” الذي تبوأ نصوص الاخوين رحباني، في اكثر من مسرحية، وكان محور العديد من الاحداث ابرزها “راجح الكذبة يللي خلفا رح نتخبا”، وما اذا كانت فصول “الرواية الحكومية” ستنتهي على خير، كحكاية “جسر القمر”، ولسان حال الرئيس المكلف يوميا، منذ بدء التكليف”، ينطبق عليه السؤال الرحباني الاعمق “بدنا نعرف سرّ الإشيا، معنى الاشيا، شو اللي مخبّا، شو اللي بهالعتمة بيرفرف. بدنا نعرف. نحنا جينا تا نعرف…
بدنا نعرف لمّا منغفى مين اللي بيوعا، وبيصير يدبّك بدعسِه منّا مسموعة. بدنا نعرف. نحنا جينا تا نعرف”.
وللحكاية تتمة…
لبنان 24