ما يشهده سوق الصرف اليوم من تراجعات هو النتيجة الطبيعية لعمليات بيع كبيرة جرت قبل أيام عند استبيان الإتجاه التكليفي للرئيس نجيب ميقاتي. من بعدها اعتكف الصرافون عن شراء الدولار بحجة أنه لا توجد كميات كافية من الليرات بحوزتهم، وتحول البيع والشراء إلى المبالغ الصغيرة جداً. اما “المبالغ الكبيرة فبيعت في وقت سابق”، بحسب خلف، وأصبح السوق محكوماً بالخوف واندفاع حاملي الدولار إلى بيعه قبل أن ينخفض أكثر. الأمر الذي يزيد العرض. وبحسب خلف فانه “على غرار بقية المنتجات المالية في البورصة أو الأسواق المالية يتحكم عاملان أساسيان بالعرض والطلب، وهما “الجشع والخوف. فعندما تكون الأسعار على ارتفاع يسيطر الجشع ويمتنع البائعون عن البيع طمعاً بالسعر الأعلى، فيما يبادرون إلى البيع عندما تنخفض الأسعار أملاً بالحصول على أكبر ربح ممكن. ونحن اليوم في مرحلة الخوف، حيث يتهافت المواطنون إلى البيع خوفاً من فقدان دولاراتهم لقيمتها، إلا ما لا يعرفونه ان ما يجري هو الهدوء الذي يسبق العاصفة. فالدولار محكوم بالصعود من الآن ولغاية العام 2023″، من وجهة نظر خلف. و”على ضوء كيفية التعامل مع الاستحقاقات في نهاية العام 2022 ومطلع العام 2023 من الانتخابات النيابية والرئاسية والحاكمية ومقدار الاستهلاك من احتياطي العملات الاجنبية، سيتحدد عمر الأزمة الإفتراضي. وبحسب دراسة مدة الأزمات في لبنان والمستوى الإنحداري الذي تسير به فان “العام 2023 سيكون العام المفصلي الأصعب”، برأي خلف، و”لن تبدأ بوادر الإنفراج بالظهور قبل العام 2025 بالحد الأدنى و2027 بالحد الأبعد”.
نداء الوطن