قاعدة تتحكّم بالتداول في الأسواق المالية العالمية، ويتناقلها خبراء المال والصيرفة في كلّ جلساتهم، ومفادها: “السوق يشتري الشائعة ويبيع الخبر الصحيح”.
القاعدة تنطبق حرفيّاً على واقع سعر صرف الدولار في السوق اللبنانية. فقد طغى أمس الاثنين خبر تراجع سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة على خبر تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليف حكومة، وإن كان الخبر الأول قد واكب منذ يوم الجمعة صناعة وطبخ الخبر الثاني.
فقد وصل أمس سعر صرف الدولار أمام الليرة إلى 16500. خمسة آلاف ليرة هي قيمة تراجع سعر الدولار خلال ساعات الصباح الأولى. وكان التراجع يواكب كلّ كتلة نيابية تدخل قصر بعبدا، ثمّ تخرج معلنةً تسمية الرئيس ميقاتي لتشكيل حكومة.ليعود ويرتفع بعد الظهر إلى ما فوق 18 ألفاً بعد تغريدة النائب نهاد المشنوق الذي عاد وأكّد أنّ “الآتي أصعب”، بعدما اعتذر عن عدم المشاركة في الاستشارات، معتبراً أنّ “المفتاح الفرنسي لا يفتح الأبواب العربية”.
وقد حذّر الخبير المالي والاقتصادي الدكتور وليد أبو سليمان، عبر “أساس”، اللبنانيّين من الوقوع في فخّ تلاعب سعر الدولار، وقال إنّه يخشى “على اللبنانيين من الهلع والاندفاع إلى بيع ما لديهم من دولارات، واكتشافهم بعد أيام أنّ خسارتهم كبيرة جداً”.
وأضاف أبو سليمان أنّ “العامل الأساس في ارتفاع سعر أيّ عملة هو عملية العرض والطلب. في لبنان طلب الدولار عمليّاً أكبر من عرضه، ولا منطق لانخفاض سعره، وما يحصل منذ يوم الجمعة يستند إلى أمرين:
1- عامل نفسي وسياسي بفعل الكلام عن إمكان تشكيل حكومة.
2- تتلاعب غرفة مجهولة، لا أعلم مَن يقف خلفها، بالعملة”.
وخلص إلى أنّ “هذه التقلّبات ليست بريئة. إذ كيف ينخفض الدولار خمسة آلاف بهذه الطريقة من دون حدث اقتصادي كبير أو صدمة كبرى؟ هل وقّعنا اتفاقاً مع صندوق النقد؟! هل أُقرَّت إصلاحات بنيوية في الاقتصاد وفي الوضع النقدي؟!”.
وتابع أبو سليمان لـ”أساس”: “هناك نوع من التنفيسة السياسية، وأخشى أن يكون المواطن ضحية لها. أنصح اللبنانيين بالخروج من اللعبة بيعاً وشراء إلا عند الحاجة”.
وعن توقّعاته للأيام المقبلة، قال الدكتور أبو سليمان: “كلّ يوم تأخير في تشكيل حكومة سيدفع الدولار إلى الارتفاع. أمّا في حال تشكيل حكومة فسوف يستقرّ سعر الصرف نسبيّاً، ولكن لا أمل ولا منطق لانخفاضٍ كبيرٍ في ظلّ تعثّر مصرف لبنان في فتح الاعتمادات. مشكلتنا بنيوية. نحن نستورد 90 في المئة ممّا نستهلك. ونواجه علامات استفهام كبيرة عن النفط الثقيل الذي جُلِب من العراق. مَنْ يشتريه منّا؟ وما هي التكاليف المتوقَّعة؟ هو واقع سيضغط أيضاً على كامل الوضع النقدي”.
المصدر:أساس ميديا