كتب عمر الراسي في أخبار اليوم:
على وقع الازمات السياسية والاقتصادية التي يعيشها البلد، والتدهور على كافة المستويات الى جانب غياب الضوابط والرقابة، “أخذت لعبة الدولار” مجدها، حيث المضاربة “سيدة السوق”، وهذا ما كان قد عبر عنه وزير المال في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني مطلع العام 2020 – حين كان الدولار بحدود 2500 ل.ل.- حيث قال: ” من المستحيل أن يعودَ الدولار الى السعر الذي كان عليه سابقًا”… وهذا ما حصل؟! اذ منذ ذلك الحين والدولار يحلق…
ومع بدء مؤشرات التوافق على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، انخفض سعر الدولار بعدما لامس الـ23000 ل.ل. حين اعلن الرئيس سعد الحريري اعتذاره عن التأليف.
تحدث الخبير الاقتصادي نسيب غبريل عن عدة عوامل ادت الى هذا الانخفاض في سعر الصرف، مشيرا الى ان السوق الموازية غير شفافة وغير خاضعة للرقابة وبالتالي لا يمكن تحديد عامل واحد لها.
وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، قال غبريل: لا بد من الاشارة اولا الى ان لا دخل للمصارف بهذا الارتفاع، لا سيما بعد ما اتهمت بانها تشتري الدولار من السوق الموازية، كي تلتزم بالتعميم 154 و 158.
وذكر ان المصارف وافقت على التعميم 158 (الذي يجيز للمودعين سحب 400 دولار نقداً من ودائعهم و400 دولار بالليرة اللبنانية وفق سعر صرف المنصة الإلكترونية)، وتم الاتفاق بينها وبين مصرف لبنان على مصدر السيولة: 50% منها ستأتي من تخفيض مصرف لبنان للتوظيفات الالزامية من 15% الى 14% . و50% من السيولة التي كونتها المصارف لدى مصارف المراسلة في الخارج بنسبة 3% جراء تطبيق التعميم 154 (الذي يلزم المصارف اللبنانية بزيادة رأسمالها بالدولار بنسبة 20%، علاوة على تأمين نسبة 3% من ودائعها مع المصارف المراسِلة في الخارج).
وكما حصل اتفاق انه اذا احد المصارف انخفضت السيولة لديه الى ما دون 3% لديه حتى نهاية 2023 لاعادة رفعها.
وبالنسبة الى انخفاض سعر صرف الدولار الحاصل راهنا، شرح غبريل العوامل الآتية:
– ارتفاع الدولار من 13 الفا الى اكثر من 22 الفا خلال اسبوعين لم يكن نتيجة تغيرات اقتصادية او مالية او نقديا، بل نتيجة المضاربة، نظرا الى الفراغ الحكومي المستمر منذ اكثر من 11 شهرا والازمة المفتوحة منذ نحو سنتين ولم يتخذ اي اجراء لوقف التراجع والتدهور، واضف الى ذلك ان حكومة تصريف الاعمال ترفض القيام بأي عمل حتى ضمن تصريف الاعمال. لذلك المضاربون يستغلون هذا الجمود فيدخلون الاسواق ويتلاعبون بسعر الصرف.
– حين وصل الدولار الى اكثر من 22 الفا، هناك من لجأ الى بيع ما لديه من دولارات من اجل تحقيق الارباح.
– شح السيولة بالعملة اللبنانية الى جانب الدولار.
– زيارات المغتربين الى لبنان، لا سيما في الايام العشرة الاخيرة، بالتزامن مع عيد الاضحى، وهؤلاء ضخوا الدولارات في السوق المحلية، الى جانب السحب من اموالهم من المصارف بالليرة اللبنانية.
وقال: “الى جانب هذه العوامل غير المنظورة والتي يجب تسليط الضوء عليها، هناك ايضا تأثير للعامل السياسي”. واضاف: “لكن هذا التأثير يبقى محدودا، فقد حصل تكليف لمرتين السفير مصطفى اديب والرئيس سعد الحريري ولم يتحسن سعر صرف الليرة.”
وختم غبريل: “الاشارة واعدة بتسهيل تأليف الحكومة والتعاون، ولكن عمليا لا توجد اي خطة عملية او اصلاحية”.