كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
مع استمرار تراجع سعر الدولار، الى مستويات منخفضة نسبياً قياساً بالسعر الذي بلغه قبل تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، تعدّدت التفسيرات لهذه الظاهرة. البعض اعتبر انّها عفوية، وجاءت نتيجة الارتياح النفسي الذي أدّى الى تراجع الطلب على العملة الخضراء، البعض الآخر اعتبرها مصطنعة، وانّ هناك من ضخّ دولارات اضافية في سوق ضيّق لخفض سعر الدولار، ومنح ميقاتي ورقة قوة في يده، خلال التكليف والتأليف. وآخرون ذهبوا الى اعتبار انّها لعبة وسخة، استفاد فيها المضاربون من العملية الحكومية، واختبأوا وراءها لخفض سعر الدولار للتمكّن من شراء كميات من العملة الخضراء بسعرٍ منخفض، ومن ثم بيعها لاحقاً بأسعار مرتفعة، عندما يعود السوق الى وضعه الحقيقي في الايام القليلة المقبلة.
أسباب انخفاض الدولار قبل تكليف ميقاتي
هذه الاسئلة وغيرها من التفاصيل تطرّق اليها موقع “سكوبات عالمية” مع الخبير في الاقتصاد طوني بولس الدي شرح بداية انّ “ايّ شخص يريد انّ يجري عملية تجارية غير مستعجلة سيلجأ الى ايّ عامل قد يعطيه الوقت ليرى سوق الدولار وسعره ومراقبته دائماً.
واشار، في حالتنا اليوم يجري تكليف نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة، والمواطن انتظر وقال “خلينا نشوف” او “خلينا نؤجّل” الى حين جلاء النتيجة، ولهذه العبارات وقعها على الارض وتجعل من عملية بيع وشراء الدولار تنخفض، وهي بالتالي تعكس نسبة الطلب على الدولار في السوق”، مؤكّدا بولس انّ الانخفاض في الدولار لا يمكنه ان يستمرّ طويلا، فهو آنيّ ومرتبط بحدث ما.
وشدد على انّ الحلّ لتثبيت سعر الصرف الى مستويات منخفضة، هو بإغراق لبنان بمليارات الدولارات من الخارج مرتبط بعامل الثقة، ويجب انّ يترجم داخلياً بثقة المواطن اللبناني بدولته وبسياستها وبمن يديرها، كما يجب انّ يترجم خارجياً عن طريق شكل الحكومة وسياسيتها ورؤية الدولة الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية وانطلاقاً من هذه العوامل يمكن للدول الخارجية انّ تساعد لبنان او تقرضه او تعيد الاستثمارات اليه- ختم بولس.
شادي هيلانة
