من الواضح ان الدول الغربية بمعظمها، وتحديدا فرنسا باتت قلقة من التطورات الدراماتيكية لحالة الانهيار وسرعتها في لبنان، اذ ان الازمة باتت تهدد قطاعات اساسية من الامن مروراً بالاستقرار الاجتماعي وصولا الى الفوضى السياسية والفراغ الكامل.
ولعل ما يحصل اليوم من عملية دعم اقليمية ودولية لتكليف رئيس حكومة جديد واستعجال عملية تشكيل الحكومة يأتي في هذا الاطار، اذ يبدو ان باريس راغبة في تحويل مؤتمر الدعم الى مؤتمر دعم مالي للبنان يوقف التدهور الحالي، ويمكنها من المساهمة الجدية في وضع حد للازمة.
يقول البعض ان الجهود الفرنسية الديبلوماسية نجحت في اقناع الولايات المتحدة الاميركية قبل مدة، بضرورة اعطاء بعض الاوكسجين للساحة اللبنانية لتجنب ما هو اسوأ، حتى ان الاجتماعات الثلاثية، الفرنسية والاميركية والسعودية تأتي في هذا السياق العام.
وبحسب مصادر مطلعة فإن وقف الانهيار بات مطلبا دوليا في لبنان، خصوصا ان الغرب لا يرغب بسقوط المؤسسات الدستورية وتفلت الامن في المناطق اللبنانية ، لان الامر قد يشكل مخاطر استراتيجية على النفوذ الغربي في لبنان من جهة، وعلى اوروبا مباشرة من جهة اخرى عبر موجات اللاجئين التي قد تصل الى الشواطئ الاوروبية في حال تفلت الامن وانعدم الاستقرار.
وتعتبر المصادر ان المطلوب اليوم هو الابقاء على الاستقرار الاجتماعي والامني حتى الانتخابات النيابية المقبلة، اذ ان المجتمع الدولي يعول على هذه الانتخابات من اجل احداث تغييرات سياسية في لبنان، تبنى على اساسها السياسات المقبلة.
بالتوازي يعمل “حزب الله” بهدوء لافت، اذ يتجاوب مع الفرنسيين الى حد كبير، حتى انه لم يتخذ بعد اي خطوة عملية لقلب الطاولة في الداخل اللبناني رغم انه لوّح مرارا ببعض الخطوات التي من الممكن ان تعيد تكوين شكل النظام الاقتصادي.
وترى المصادر ان سلوك الحزب المنسق مع حلفائه الاقليميين، يتقاطع على اولوية الاستقرار مع الغربيين، لكنه ايضا يسعى الى فتح بعض الاوراق التي قد تزعج فرنسا، مثل الاستثمارات الروسية او فتح ابواب للتواصل والتعاون مع سوريا وايران من دون الالتفات لموقع الدولة…
لبنان24