نشر موقع “عربي بوست” مقالاً تحت عنوان: “باسيل يفاجئ حزب الله بشأن تكليف نجيب ميقاتي.. كواليس الساعات الأخيرة لتسمية رئيس الحكومة اللبناني”.
وجاء في المقال: “تعود إلى لبنان من جديد، أزمة إختيار رئيس حكومة مكلّف جديد، هذه المرة الإسم الأوفر حظاً هو رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، الذي عاد إلى بيروت مساء السبت بعد رحلة دامت شهراً خارج البلاد تنقل بين الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وآخرها في اليونان، ليباشر لقاءاته مع كل من رئيس المجلس النواب نبيه برّي ورؤساء الحكومات السابقين سعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط”..
وأضاف المقال، “فيما سيعقد ميقاتي في العاصمة الفرنسية باريس لقاءً مع الرئيس سعد الحريري، قد يحمل معالم حاسمة لجهة موقف الحريري وكتلة المستقبل من تسمية ميقاتي أو البقاء على خيار عدم التسمية الذي أعلنه الحريري منذ أيام، لكن المطلعين يؤكدون أن ميقاتي يبدو الخيارَ المرجح للحريري في هذه المرحلة”.
وتابع، “وفق مصادر “عربي بوست” الدبلوماسية، فإن فرنسا هي أكثر الدول الداعمة لتشكيل حكومة برئاسة ميقاتي تتلخص مهامها الواقعية في إدارة الانتخابات النيابية المقبلة في شهر نيسان 2022 بإشراف دولي، ووقف الانهيار الاقتصادي، والمباشرة بالتواصل مع صندوق النقد الدولي ومفاوضته بشكل جدي، والاستفادة أيضاً من مبلغ 900 مليون دولار الذي خصصه البنك الدولي للعائلات الأكثر فقراً والذي ترفض حكومة تصريف الأعمال، برئاسة حسان دياب، مباشرة توزيعه كبطاقات تمويلية”.
وأشار المقال إلى أنه “ووفقاً للمصدر الدبلوماسي الأوروبي فإن باريس تريد قطع الطريق أمام أي فوضى أمنية واجتماعية قد يقع لبنان فيها خلال المرحلة القادمة، وترى أن نجيب ميقاتي هو نقطة تقاطع في هذه المرحلة العاصفة، لاسيما أنه مشهور برئاسة حكومات الأزمات في 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري، و2011 بعد إسقاط حكومة الحريري بالتزامن مع ثورات الربيع العربي التي كان لبنان حاضراً فيها”.
وأردف: “تؤكد مصادر سياسية مقربة من حزب الله لـ”عربي بوست”، أن الحزب وبعيداً عن موقفه المبدئي من نجيب ميقاتي وتجربته الأخيرة في الحكومة، إلا أنه حسم خياره إلى جانب حليفه الرئيس بري بتسمية نجيب ميقاتي وأبلغ ذلك حليفَه الآخر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في لقاء جمع الأخير مع رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، الحاج وفيق صفا، في قصر بعبدا، لكن باسيل أبلغ الحزب عدم تحمسه لشخص ميقاتي وأنه غير ملزم بخيار الحزب”.
ولفت المقال إلى أنه “وبحسب المصدر فإن حزب الله يكثف منذ مساء الثلاثاء، اتصالات مع حلفائه، لتسهيل مهمة تكليف ميقاتي، بالتنسيق مع رئيس المجلس النواب نبيه بري، على الرغم من عدم حماسة التيار الوطني الحر لهذا الخيار وتسريبه خبر توجهه لتسمية السفير نواف سلام”.
وتابع، “ووفقاً لمتابعين فإن اختيار حزب الله لميقاتي دون الوقوف على خاطر التيار الوطني الحر وجبران باسيل أدى إلى أن يعلن التيار الوطني الحر، في الساعات الأخيرة، نيته تسمية السفير نواف سلام، معلناً أنه “يدرس” تسميته في الاستشارات النيابية، وهو ما يعتبر رسالة انزعاج واضحة الدلالات إلى حزب الله بشكل خاص، خاصةً أن الحزب يرفض تسمية نواف سلام باعتباره المرشح الرسمي للإدارتين الأميركية والسعودية”.
وضمن المقال، تؤكد مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي لـ”عربي بوست”، أن “رئيس الحزب وليد جنبلاط أبلغ برّي أنه سيؤيد أي مرشح يختاره الحريري، وأنه لا يمانع تسمية ميقاتي لقيادة المرحلة العصيبة المقبلة، وأنه كان قد أبلغ الحريري منذ سنة ونصف، أن عليه اختيار شخصية غيره لرئاسة الحكومة، بسبب ممانعة السعودية له”. والأمر نفسه ينطبق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي أبلغ بري أنه سيسمي هو وكتلته النيابية نجيب ميقاتي؛ لتأمين أصوات مسيحية بالتكليف، في ظل رفض كل من التيار الوطني الحر و”القوات اللبنانية” تسمية نواف سلام.
وقال المقال: “سُنياً يُجري رؤساء الحكومات السابقون، بالتنسيق مع بعض نواب السُّنة المستقلين، مشاوراتهم بعيداً عن الإعلام والتسريبات وبعيداً عما قاله الرئيس سعد الحريري في اعتذاره عن تشكيل الحكومة، منذ أيام، ورفضه عدم تسميته أحداً، إلا أن مصادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أكدت لـ”عربي بوست”، أن بري تمكن من إقناع الحريري بالموافقة على ميقاتي”.
ووفق المقال، “تؤكد مصادر رئاسة الجمهورية لـ”عربي بوست”، أن رئيس الجمهورية ميشال عون، سيكون متعاوناً مع أي رئيس يكلفه النواب وسيكون على مسافة واحدة من كل الأطراف السياسية، وبحسب تلك المصادر فإنَّ عون يجد أن ميقاتي أكثر ديناميكية من غيره ويجيد تدوير الزوايا وإيجاد النقاط المشتركة، وتؤكد المصادر أن رئيس الجمهورية كان قد التقى ميقاتي منذ فترة وكان إيجابياً تجاهه”.
وأضاف، “خارجياً تتصدر فرنسا الاتصالات الجارية لإنجاز تسمية ميقاتي، مساء الإثنين القادم، دون إشكالات أو عقبات. وبحسب مصادر مطلعة فإن ميقاتي هو مرشح الفرنسيين منذ استقالة حكومة حسان دياب بعد انفجار مرفأ بيروت، حيث تجمعه صداقة مع رئيس المخابرات الفرنسية برنار ايمييه، إذ أبلغ الأخير كل من تواصل معهم أن الحكومة الجديدة يجب أن تُشكّل قبل 4 آب المقبل وإلا فسيُباشَر بفرض عقوبات أوروبية بالتنسيق مع الأميركيين على عددٍ من المسؤولين اللبنانيين، من بينهم رئيس الجمهوريّة”.
وتابع المقال، “وكان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وخلال وجوده في الخارج، قد أجرى سلسلة لقاءات واتصالات شملت رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرينز، الذي أبلغه عدم ممانعة واشنطن لتكليفه في حال تشكلت حكومة إصلاحية تهدف إلى وقف الانهيار الاقتصادي”. وتلقَّى الرجل اتصالاً من مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، واطلع من خلاله على موقف موسكو من تكليفه والذي كان إيجابياً وداعماً له”.
وقال: “لم يخفِ السعوديون “الفيتو” الرسمي الذي وُضع على تكليف الحريري ودعمهم للمرشح الجديد، وبحسب المطلعين على جدول ميقاتي المتعلق بالعلاقة مع الجانب العربي، فإنه وفي حال تشكلت الحكومة بشكل سريع، سيقوم بزيارات تشمل السعودية والكويت وقطر وسلطنة عمان، إضافة إلى أنه سيزور مصر وتركيا؛ لحشد دعم عربي وإقليمي لحكومته”.
وأشار المقال إلى أنه “وفقاً للمطلعين فإنه من المتوقع أن يحظى بأكثرية نيابيّة تسمّيه، قد تزيد على 70 نائباً وهم: “حزب الله” (14 نائباً)، وكتلة “التنمية والتحرير” (17 نائباً)، وكتلة تيار “المستقبل” (19 نائباً)، وكتلة تيار “المردة” (5 نواب)، وكتلة الحزب “التقدمي الاشتراكي” (7 نواب)، وكتلة الحزب “السوري القومي الإجتماعي” (3 نواب)، وكتلة الرئيس نجيب ميقاتي (3 نواب)، وكتلة نواب الأرمن (3 نواب)، إضافة إلى نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، ورئيس الحكومة الأسبق تمام سلام، والنواب: عبدالرحيم مراد، وعدنان طرابلسي، وطلال أرسلان، وجهاد الصمد، وميشال ضاهر، وجان طالوزيان”. فيما ستصوّت كتل: “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، وبعض النواب المستقلين، لصالح السفير السابق نواف سلام”.