بعيدا عما اذا كانت الاتصالات والمفاوضات ونتائجهما ستؤدي الى قبول الرئيس نجيب ميقاتي مهمة تشكيل الحكومة ام لا، الا انه يبدو ان هناك توافقا اقليميا ودوليا على ضرورة الذهاب سريعا لتشكيل حكومة تمنع الارتطام الذي بات قاب قوسين او ادنى، كما يتبين ان الخارج، ومن خلال بعض الاتصالات الداخلية، يدعم ميقاتي ولا يمانع ان يتصدى للمشهد.
في موازاة ذلك، هناك ايضا ما يشبه التوافق الداخلي على تسمية ميقاتي، وان لم يكن من قبل كل القوى السياسية فأغلبها موافق او غير معترض، ليبقى فقط رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل الذي يرفض السير بهذه التسوية.
المشكلة، وبحسب مصادر مطلعة ان باسيل، لا يعارض فقط رغبة دولية بالانقاذ، او اقله بتقليل حدة الانهيار، بل يتجه الى استفزاز “حزب الله” حليفه الوحيد عبر تسمية السفير نواف سلام الذي يضع الحزب خطوطا حمر على تكليفه لاسباب عديدة.
ها توحي بأن اغلبية حزبية تؤيد هذا الخيار على ان يعلن الموقف النهائي بعد اجتماع لتكتل” لبنان القوي” لم يحدد موعده بعد.
وتعتقد المصادر ان باسيل، يرغب ومنذ مدة بإظهار تمايزه من اجل الاستمرار في ما يعتقد انه شد للعصب الشعبي للعونيين، وانطلاقا من هذه الرغبة فهو يرفض حتى اللحظة التقارب مع القوى السياسية قبل الاستشارات النيابية، بل يحاول الذهاب بعيدا في اتخاذ مواقف شعبية ترضي “الثورة”.
وترى المصادر ان باسيل يعتقد ان البقاء وحيدا، وعزل نفسه سياسيا، قد يساهم بتكرار تجربة الرئيس ميشال عون فور عودته الى لبنان، اذ استطاع اجتياح الشارع المسيحي، الامر الذي سمي حينها التسونامي العوني الذي قلب الحسابات السياسية. كما يظن ان الحزب لا يمانع في ان يقوم باسيل بتسمية سلام خصوصا ان ليس لديه حظوظ بالتكليف، وبالتالي يكون باسيل قد سلف الاميركيين موقفا جيدا. لكن من يقول ان نواف سلام هو مرشح واشنطن لرئاسة الحكومة؟
وتشير المصادر الى ان باسيل بات يلعب على حافة الهاوية، اذ يخاطر بحليفه الوحيد، وفي الوقت نفسه قد يخاطر بما تبقى من شعبية لديه في حال ذهب الى تعطيل عملية التشكيل وعرقلتها، رافعا شعارات “الميثاقية” وصلاحيات رئاسة الجمهورية الامر الذي سيظهره عن حق او عن غير حق حجر عثرة في وجه تحسين اوضاع اللبنانيين معيشياً، لذلك فإنه لا يزال حتى اليوم يدرس خيارته بالرغم من ان غالبية قياديي التيار يشجعون على ان يسمي التكتل نواف سلام…