كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
اسئلة كثيرة تطرح حول مصير استشارات التكليف، التي تبدأ نهار الأثنين المُقبل، منها على سبيل المثال: الاسم المطروح بقوة وهو الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي – فهل سيصل الى التكليف؟ ويبقى السؤال الأكبر: اذا اجمعت على تسميته كتل “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” و”لبنان القوي”، والكتل والنواب المستقلون الذين يدورون في الفلك نفسه، هل يصل الى تأليف حكومة تكنوقراط على أُسس المبادرة الفرنسية المرسوم لها ان تكون حكومة سياسية بإمتياز وهي ذات لون واحد؟
علماً، انّ حكومة الرئيس حسان دياب الأخيرة ومن قبلها حكومة ميقاتي، كانتا حكومتين سيطر عليها حزب الله والتيار الوطنى الحر المتحالفان منذ العام 2006.
يبقى الجواب النهائي لدى الرئيس سعد الحريري إنّ عمد الى دعم وتسمِية ميقاتي فهو وحدهُ القادر على تجيير كل اصوات “كتلة المستقبل” ومنحه الغطاء السني حتى وان لم يقنع رؤساء الحكومات السابقين.
في هذا الوقت، وبعد قرابة العام على انفجار مرفأ بيروت، وفيما ينزلق لبنان بشدة إلى الانهيار والزوال، لم يستطع الحريرى أو غيره تشكيل حكومة تنقذ البلد. ونستعرض تالياً أهم المعضلات التي ستواجه الرئيس المكلف الرديف!
المعضلة الاساس، هي تمسك الرئيس ميشال عون، بمعرفة أسماء الوزراء قبل تسميتهم، وأن يتشاور في تعديل وحذف وإضافة أسماء، وكل منها يستند إلى مادتيّ الدستور اللبنانى الـ35 و64، ومن ثم يظل السجال دائراً، بينما حكومة الإنقاذ ستراوح مكانها.
وايضا من أبرزُ المعضلات التي ستواجه تشكيل الحكومة هي الثلث المعطل، التي يُصّر عليها، وإنّ تلميحاً لا تصريحاً، الرئيس عون ومن خلفه صهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
وبرز التعطيل أكثر بعد اتفاق الدوحة الشهير عام 2008، إذ قبل ذلك لم يكن هناك ما يسمى الثلث المعطل، إذ إنّ السوريين هم من كانوا يوافقون على تشكيل الحكومة، وهم فى ذات الوقت قادرون على تعطيلها أو دفعها إلى الاستقالة.
ولعل اُمّ المعضلات التي ستواجه تأليف الحكومة، بعد حلبة الصراع بين عون والحريري هي “حكومة الإنتخابات”، وفي السياق عينهِ، ترددت معلومات مفادها أنّ عواصم القرار تجسّ، حالياً، نبض القوى السياسية اللبنانية، إزاء طرحِها.
فإذا تأمنت موافقة العهد عليها، هل سيحمل كلفتها من الانهيار المتدحرج الرئيس الذي سيُكلّف، أو قد يقرّر الاستمرار في التكليف من دون تأليف، وهكذا يُستنزف العهد نهائياً؟