في الوقت الذي تزدحم فيه المؤشّرات على حصول تحوّل سلبي في المعادلة السياسية الداخلية، تتحدّث أوساط سياسية واسعة الإطلاع، عن بدء العد العكسي للتدخّل الإنقاذي الدولي والعربي للبنان من الأزمة السياسية الداخلية التي لا تزال مستعصية على أية مبادرات محلية، أو أدوار قد يقوم بها أطراف سياسيون أو حزبيون معنيون بشكل مباشر بالملف الحكومي، وذلك بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري، وعدم ظهور أية مؤشّرات على إمكان الذهاب نحو تسمية شخصية جديدة لتأليف الحكومة في وقت قريب.
وتلفت الأوساط نفسها، إلى الإشارات السياسية حول معالم المرحلة التي تتوالى من قصر بعبدا، ولكن من دون أن تبدي أية توقّعات تصبّ في سياق إيجابي في هذا المجال، موضحة أن البحث الجدّي في مقاربة الأزمة الحكومية، ومن خلالها الإنهيار الوشيك وسقوط المؤسّسات، لم يعد على طاولة اللبنانيين أو في بيروت، وذلك، في ضوء تسليم كل الأطراف اللبنانية بالقرار، وخصوصاً، على الصعيد المالي والإنقاذي والإجتماعي إلى عواصم القرار الغربية والإقليمية، في الوقت الذي لم تعد فيه أية إجراءات أو خطط إقتصادية أو مالية، تتمتع بالقدرة اللازمة لكبح هذا الإنهيار، ولإبقاء المواطن اللبناني قادراً على الحصول على الخدمات الحيوية والمعيشية الأساسية.
وتكشف هذه الأوساط، أنه لم يعد خافياً على أحد أن المعطيات التي طرأت في الأيام الماضية، أدّت إلى تغيير المشهد الحكومي، ولكن من دون أن يكون هذا التغيير إيجابياً لجهة تأليف حكومة في وقت قريب رغم كل “التطمينات”، وفق الأوساط نفسها، والتي تعتبر أن التمهّل والمراوحة سيكونان مجدّداً عنوان المرحلة بانتظار نضوج الحركة الديبلوماسية الغربية، والذي لن يحصل قبل أواخر الشهر الجاري. ومن هنا، تتوقّع هذه الأوساط، أن تبقى التعقيدات والتجاذبات عنواناً بارزاً، حتى صدور كلمة السرّ “الحكومية” من الخارج، والتي ستصل إلى كل المعنيين، بعدما بات الجميع في صورة التداعيات الخطيرة التي قد تترتّب عن أي تسمية لرئيس قد تؤدي إلى تكرار تجربة حكومة اللون الواحد التي سرّعت السقوط.
والثابت في مشهد التخبّط الجاري على خط الإتصالات من أجل تأمين الحدّ الأدنى من التوافق حول سيناريو المرحلة المقبلة، هو انعدام الثقة بين الأطراف المعنية، والتي هي في الأساس في جبهة واحدة ، كما تضيف الأوساط المطّلعة، بالإضافة إلى الرفض الواضح من قبل كل الشخصيات التي جرى الإتصال بها من قبل فريق العهد لأي تعاون، وذلك في ضوء التجارب السابقة، وبشكل خاص نادي رؤساء الحكومات السابقين والذين توافقوا في ما بينهم على الترقّب بانتظار الأيام القليلة المقبلة والتي تلي عيد الأضحى، وبالتالي، حصول مشاورات على مستوى دار الفتوى غداة عودة المفتي عبد اللطيف دريان من المملكة العربية السعودية حيث يؤدي فريضة الحج.
“ليبانون ديبايت” – فادي عيد