كتب علي الأحمد في “الكلمة أونلاين”:
بعد معركة سياسية حادة شهدتها البلاد على مدار 8 أشهر، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وإلى جانبه التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل من جهة والرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري من جهة أخرى، تمكن عون وباسيل من إقصاء سعد الحريري وإجهاض مبادرات ومساعي نبيه برّي، ليثبت “العهد” نفسه الطرف الأقوى على الساحة السياسية بدعم وغطاء من حليفه حزب الله.
ما قبل إعتذار الحريري عن عدم تشكيل الحكومة ليس كما بعده، فإعتذار الحريري كان هدفًا لـ عون وباسيل حتى قبل التكليف، وقد شهدت العلاقة بين التيار وحزب الله خلافات علنية كادت تؤدي إلى سقوط تحالفهما المتين، وذلك لأن التيار أراد من الحزب مساندته في معركته مع الحريري وإجبار الأخير إما على التشكيل وفق رغبات جبران باسيل وإما الإعتذار، وهذا ما حصل.
أكد حزب الله المؤكد، أنه لا ينوي ولا يرغب ولا يجرؤ على كسر تحالفه مع التيار الوطني الحر مهما كان الثمن، وأن الغطاء المسيحي الذي يؤمنه التيار للحزب يعتبر خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كانت الظروف، لذلك كان إقصاء الحريري بمثابة “هدية” لـ عون وباسيل شرط عدم التهويل بإسقاط إتفاق مار مخايل.
يدور في مطابخ حارة حريك وميرنا الشالوحي إتفاق ضمني على تشكيل جبهة سياسية متينة لمواجهة كل محاولات الإبعاد بين الطرفين، وبحسب مطلعين فإن حزب الله بات يفضل التيار على حليفه الشيعي حركة أمل، وذلك سببه إصرار الرئيس السوري بشار الأسد على إخراج نبيه برّي من المعادلة السياسية أو من دائرة المحسوبين على سوريا، وقد كلّف الجانبان شخصيات سياسية وإعلامية بـ “قصف جبهة” رئيس حركة أمل ووزرائه ونوابه، تمهيدًا لما ستحمله الأيام القادمة من إستحققات وتحديات قد تكون المعادلة فيها شبيهة لما حصل في الملف الحكومي.
وذكر المطلعون، أن حزب الله وافق على تشكيل حكومة تضمن مصالح رئيس التيار الوطني الحر كي يحافظ على قوة حليفه المسيحي، خصوصاً أنه لا يرغب بهبوط أسهم التيار مقابل إرتفاع أسهم الأحزاب المسيحية الأخرى وفي مقدمها القوات اللبنانية، لذلك يبدو واضحًا أن هناك مصالحًا مشتركة بين الطرفين تحتم عليهما الحفاظ على أفضل العلاقات.
إذا صفحة جديدة فُتحت بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ومن المؤكد أن الرئيس نبيه برّي لن يقف متفرجًا على تحالفٍ ينوي إستهدافه سياسيًا، لذلك يذكر مرجع سياسي بارز عن إحتمال حصول مواجهة سياسية بين ميرنا الشالوحي وحزب الله من جهة وبيت الوسط وعين التينة من جهة أخرى، ولا بد من الإشارة إلى أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط سيكون له دورًا كبيرًا في هذه المواجهة، علمًا أن وليد بيك دائمًا كان يريد أن يكون بيضة القبان في أي معادلة، ومن المتوقع أن يكون إلى جانب حليفه التاريخي نبيه برّي، بعد أن فشلت المساعي في ضبط الخلاف بين جنبلاط وسوريا، ولعل التغريدة الأخيرة لـ جنبلاط عبر تويتر والتي تحدث فيها عن سرقة النظام السوري للنفط والطحين والدواء، خير دليل أنه لن يكون في صف حزب الله مستقبلاً.