كتبت زينة طبَّارة في “الأنباء الكويتية”:
رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب د ..قاسم هاشم، أن علامات استفهام كثيرة وكبيرة تطرح نفسها حول مرحلة ما بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري، حيث لا جواب شافيا حيال إمكانية تكليف رئيس جديد لتشكيل حكومة، وحيث لن يكون بمقدور أي كان مهما كان حجمه وموقعه، رسم خريطة طريق واضحة وثابتة للخروج من نفق التكليف والتشكيل، مؤكدا بالتالي ان مرحلة ما بعد اعتذار الحريري لن تكون كما قبله، خصوصا انها ستكون مشحونة بالضبابية والتشنج وعدم الثقة، لاسيما لجهة التواصل بين الفرقاء للتوافق على الاسم الجديد.
وبناء على ما تقدم، أكد هاشم في تصريح لـ«الأنباء»، انه باعتذار الحريري، أصبحت الأمور أكثر تعقيدا، فواهم بالتالي من يعتبر الاعتذار بداية الخروج من نفق تأليف الحكومة، لأن التركيبة اللبنانية العجائبية والمعقدة، تأخذ اللبنانيين عند كل استحقاق دستوري، إلى اللعب على حافة الهاوية، حيث تكون الكلمة الفصل بين الثبات والسقوط، للتوافقات والتفاهمات والتسويات، والأهم، لمراعاة التوازنات الطائفية والمذهبية والمناطقية، وذلك على حساب الأصول الديموقراطية والدستورية.
واستطرادا، لفت هاشم إلى ان اخطر التعقيدات التي ستواجه الفرقاء اللبنانيين، هي كيفية التوافق على تسمية الرئيس المكلف، خصوصا ان السؤال الذي يطرح نفسه في ظل كباش شرس قد يزداد حدة خلال الأيام المقبلة، هو وفق أي معايير وسيناريو ورؤية سيتم تحديد المكلف الجديد بتشكيل الحكومة؟ معتبرا بالتالي ان لبنان دخل مع اعتذار الحريري، في متاهة كبيرة عنوانها البحث عن رئيس مكلف، وفي دوامة الشقاء لشعب يئن تحت وطأة الفقر والعوز والجوع، ويصطف في طوابير الذل أمام محطات الوقود، وأمام المستشفيات والصيدليات والأفران.
وردا على سؤال حول ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعي بأن العهد سجل انتصارا على مبادرة الرئيس نبيه بري، وحول ما يتنامى تحت الطاولة بأن بري يبحث عن صيغة يحاسب فيها العهد حيال ما آلت إليه الأمور، أكد هاشم، انه وبغض النظر عن التحليلات والدسائس الإعلامية والشعبوية، فإن الرئيس بري لن يلجأ أمام وجع الناس، لا إلى استهداف العهد، ولا إلى اعتماد الكيدية السياسية لتصفية الحسابات معه، مؤكدا ان الرئيس بري وبعد تعيين موعد الاستشارات النيابية الملزمة، سيحدد موقفه وفقا لقناعاته ورؤيته، ووفقا لما تفرضه المصلحة الوطنية العليا لا أكثر ولا أقل، أي ان الرئيس بري ومن خلفه كتلة التنمية والتحرير، سيتعاطى في عملية تسمية الرئيس المكلف، مع موقع رئاسة الجمهورية، لا مع شخص الرئيس ونقطة على السطر».
وختم هاشم معربا عن اعتقاده ان المؤشرات والتوقعات الراهنة، تشي بأننا ذاهبون إلى مرحلة دقيقة للغاية عنوانها الاستمرار في الفراغ الحكومي، ما يعني ان السيناريو الأقرب إلى الواقع في حال لم يتم التوصل الى تفاهم وتنازل عن الأنانيات، هو بقاء حكومة تصريف الأعمال حتى الانتخابات النيابية المقبلة.