كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
أكثر الدول المنخرطة في جهود “المرحلة الصعبة” لمنع التداعيات
فيما الأجواء التي رافقت عودة الرئيس سعد الحريري من الخارج كانت إيجابية، واستبعدت اعتذاره كما كان متوقّعاً قبل لقاءات القاهرة، فإنّ أحداً لا يملك توقعاً لمشهد النهاية لمسلسل التكليف والتأليف الطويل، والتي حملت معها “الخبر اليقين”…اعتذار الحريري.
موقع المتفرج
في السياقِ نفسهِ، أنقذ الرجل نفسهُ، من “معزوفة” كان يكرّرها “عون وباسيل”، وتحملهُ مسؤولية العرقلة واتّهماه بالإلتفاف على صلاحيات رئيس الجمهورية وعلى دور المسيحيين في تشكيل الحكومة، وبالعمل على تطويقهم وتحجيم دورهم في السلطة. قرر الحريري الاعتذار، ورميُه ورقة الاستقالة على الطاولة في وجه خصومه، وجلوسُه في موقع “المتفرّج”على العهد الذي يبحث عن رئيس مكلّف جديد.
العودة الى الريّاض
ويرى المراقبون، ان الاعتذار قد يفتح باباً للحريري لإعادة وصل ما انقطع مع السعوديين، وأنه قد يكون فرصة متاحة له ليبدأ بفتح صفحة جديدة مع المملكة، وتصحيح بعض الأخطاء التي تعتري علاقته بها. في ظل مساعٍ مستمرة من قِبل وسطاء لبنانيين وعرب لمصالحته مع المملكة، لاستقبال الحريري والسماع منه مجدداً.
الأقوى سنيّاً
قطاع الأطباء في جمعية الخريجين التقدميين: قرارات مجلس النقابة غير شرعية قطاع الأطباء في جمعية الخريجين التقدميين: قرارات مجلس النقابة غير شرعيةإبن الـ28 عاما توفي بصعقة كهربائية في العديسة إبن الـ28 عاما توفي بصعقة كهربائية في العديسة
ونجح الحريري ايضاً في إثبات أنه الأقوى في البيئة السنية من خلال إلتفاف المرجعية الدينية واصطفافها حوله، وهي المُتمثلة بدار الفتوى ورؤساء الحكومة السابقين، حتى أنّ البعض الذي كان يختلف معه ضمن الطائفة أيّد موقفه رافضاً انتزاع الصلاحيات من الرئاسة الثالثة أو فرض أمر واقع جديد يريده الرئيس ميشال عون لتسجيل نصر وتثبيت قدرة “الرئيس القوي” على الفعل في وجه الطوائف والمكونات اللبنانية الاخرى.
رأس القيادة
في المحصلة، طوى الحريري صفحة التكليف وذهب مبكراً في معركتهُ الجديدة قبل أشهر من موعد الانتخابات النيابية المقبلة، لاسيما ان انتقاله الى صفوف المعارضة سيجعلهُ أقوى شعبياً، بعدما كانت شعبيته قد سجّلت تراجعاً في المرحلة الأخيرة على خلفية قراراته وتحالفاته السياسية، وذلك باعتراف مسؤولين في تيار المستقبل، اضافةً الى انّ هناك شبه استحالة بأن شخصية سُنية تؤلف وتظهر بمظهر الخاسر أو التي تلبي رغبات عون، وهنا تكون ضربة الحريري”المُتقنة” الى الاعتذار والظهور بأنهُ الضحية، التي اهدتهُ في ثوانٍ معدودة القيادة بعدما خسرها جراء التسوية الرئاسية “المريرة”.
لا عقوبات
وبعد الاجماع الاوروبي على وضع اطار قانوني لفرض عقوبات قبل نهاية الشهر الجاري أي قبل الذكرى الحزينة للانفجار في مرفأ بيروت في 4 آب 2020. وبالتالي فان الاعتذار سيدفع بالاتحاد الى وقف مفاعيل العقوبات عليه، بإعتبار أنّ الأمور ستكون عنده أكثر تعقيداً، وبالتالي العودة الى الوراء، من أزمة التأليف نحو أزمة التكليف.
الجهود العربية
لعلَ أكثر الدول المنخرطة في جهود “المرحلة الصعبة”، لمنع حصول تداعيات خطرة بعد تنحّي الحريري، هي فرنسا ومصر، إذ سيقومون بشبكة اتصالات وجهود لافتة، لتحصين لبنان بحزام أمان الحدّ الأدنى.
وبرز هذا الأمر مصرياً عبر زيارة الحريري للقاهرة، وفرنسياً عبر إرسال موفدين إلى بيروت وتزخيم الاستعدادات لعقد مؤتمر الدعم الثالث للبنان في 4 آب المقبل.